تركة أمريكا الثقيلة بعد رحيل ترامب.
الخميس 21 يناير ,2021 الساعة: 10:04 صباحاً


غادر ترامب أخيرا، بعد أن ملىء الدنيا وشغل  العالم..!
رحل الرئيس الاستثنائي بعد تمنع وإنكار لهزيمته أمام خصمه الديمقراطي العجوز... 
لكن ثمن مغادرته لم يكن سهلا ولا سلسا كما جرت العادة مع من سبقه؛ فلا مراسيم ولا أجواء احتفالية حماسية تغبط فيها كل شعوب العالم أمريكا ونظامها الديمقراطي وهي ترقب ذاك المشهد المألوف بعيون وأسارير مبسوطة بسيما الإعجاب حد الدهشة.. وعوض ذلك كان المشهد شبيه بالمشهد المألوف في المنطقة الخضراء وسط بغداد إبان الغزو الأمريكي للعراق مطلع القرن الحالي!! 

لقد دفعت الولايات المتحدة الامريكية لقاء اختيارها السيء لرئيس متعصب غير سوي وسكوتها عن سياسته الخرقاء طيلة السنوات الاربع الماضية ؛ ثمنا لايوزن بأي  من تلك الأوزان المعروفة في عالم المادة..!! 
لقد كسر بيضة المكتب البيضاوي، ودنس معبد الكابيتول بكائناته الغريبة نصف المتوحشة، وكشف المستور خلف تلك ألهالة البراقة للبلورة الأمريكية  السحرية، واستنزف مخزون القوة الناعمة التي تستثمرها القوة الخشنة للدولة العظمى المهيمنة على العالم...!!.. 
البلورة التي كانت مظهرا ومصدرا لإلهام العالم في مثالية النظام السياسي والانتخابي، وغطاء أخلاقيا للتدخل والتحكم  بمصائر البلدان والشعوب التي لاتدين بدين العالم الديمقراطي الحر الذي تحرسه أمريكا وتستند عليه كاستحقاق لصدارة النظام العالمي الجديد مذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وحافظ كل رؤساء أمريكا على ازدهاره وتضخيم هالته البراقة حتى جاء ترامب والترامبية.. 
لطخ ترامب كل تلك الصورة بالسخام، وانجلى عن عيون العالم ذاك البريق المشع طيلة عقود، بسني ترامب الأربع العجاف ! 
وحتى لو كان لدي النظام الديمقراطي الأمريكي القابلية والمناعة الكافية لتصحيح الأخطاء وإصلاح العطب الذي ألحقه ترامب؛ إلا أن ذاك الشيء الزجاجي الثمين الذي يشبه الطيف، قد انكسر، وحاله بعد الترميم لن يعيده إلى ماكان عليه من الإشعاع والبريق القديم... .

مثل ترامب علامة فارقة في أمريكا التي غادر رئيسا اليوم وترك لها "الترابية" المتعصبة التي بدأت برسم اول ملامح صورة أمريكا الجديدة مابعد ترامب.


Create Account



Log In Your Account