الرواية الغربية تلغي نفسها!
الأحد 15 أكتوبر ,2023 الساعة: 01:54 مساءً

الرواية الغربية، وإسرائيل مشروع غربي، تلغي نفسها بالتقطير. أمر مريب حقاً ما ينشر. إجمالي قتلى إسرائيل ١٣٠٠، بحسب سلطات الكيان. لا تحديث حقيقي منذ يومين على الأقل. ما يلفت الانتباه أن أرقاماً موازية تذاع على نحو يومي: قوائم يومية بقتلى الجيش. صاروا بالمئات. الجيش يعترف بالتدريج بطبيعة القتلى. 

من المفترض أن الجيش قد أمسك بزمام الأمر، وأنه سيطر على خساراته وما من مواجهات مباشرة. القوائم اليومية لقتلاه من أين تأتي؟ اعتراف متأخر، بالتقطير، بالكارثة التي حلت عليه؟ إسرائيل ذاهبة لتبديل قائمة مكان أخرى، راقبوا التحديث اليومي. رواية الأطفال، النساء، والمدنيين عدّت كما أريد لها، وحدت الغرب على كلمة واحدة، سترت فضيحة الجيش، وأعطت نظام تل أبيب الفاشي المشروعية المبتغاة.  آن الأوان للإفراج عن الأسماء الحقيقية للقتلى داخل هذا الضجيج، بالتقطير حتى لا يعدّ أحدٌ وراءنا. 

لا صور لقتلى الحفل. لا دلائل على قتل الأطفال واغتصاب النساء. المرأة الإسرائيلية التي قالت على وسائل إعلام بلادها إن المقاومين حملوا أطفالها على الأكتاف إلى أن تجاوزت الخطر، ناسفة أطنان من البروباغاندا الغربية، عاد إعلام أوروبا ليقول: انظروا لمنسوب "الذكورية" المقززة، نشعر بالصدمة العميقة.

الآن تنهار القائمة كلها. لقد كانت معركة عسكرية، إذن، اكتشف الغرب فيها أنه هش، وأن تقنياته العسكرية لا تصلح لكل المعارك. سيكون لذلك صدى على المسرح الدولي غير المستقر. إرادة الردع مركزية هنا، لا ينبغي أن التهاون إزاءها. 

أراد أن يقول لباقي العالم إنه موحد على قلب رجل واحد، فأميركا قبضتها مليئة بحروب قادمة في مناطق مختلفة من العالم، وستأخذ معها النيتو في تلك المغامرات. الجبهة الفلبينية- الصينية لاهبة،  سلسلة من الجزر بين البلدين تدعي كل منهما ملكيتها. مواضع أخرى لا تقل سخونة.  رسالة واحدة ستخرج من غزة: الغرب على قلب رجل واحد، حدث ذلك إزاء أوكرانيا، وسنريكم ذلك دائماً حين يتعلق الأمر بترتيب الجهات على سلم القوى.

مقابل ذلك يخلقون عالما بوتينيّاً، يمنع ظهور أي رواية غير ما تردده السلطة. في باريس وبرلين - من يصدق - تتلقى الصحف صيغاً مرجعية لتغطية ما يجري، تقريراً وتحليلاً. إهدار إجرامي للحق في المعرفة. 

نقاشاتنا مع الإنسان الأوروبي العادي تنتهي بأن يكيل السباب لحكومته التي تبيع له ربع الحقيقة وتلغي حقه في المعرفة. تشعره بلاهته وسذاجته، التي يكتشفها معنا، أنه وقع في الفخ، وتزيد من توجسه حيال كل ما يجري. 

يبدو الإنسان الغربي أول ضحايا "التحكم بحرية القول"، فمن شأن هذه السياسة أن تمنع الوصول إلى الحقائق، وتساعد الأنظمة على تمرير تخيلاتها، وتعزيز مصالحها كما لو أنها مصالح جماهيرها.

نقلا عن حساب الكاتب على منصة(x)


Create Account



Log In Your Account