الكنز الذي لا يفنى!
الثلاثاء 15 يونيو ,2021 الساعة: 01:12 صباحاً

لطالما غذتنا مجتمعاتنا وأحيانا أفراد من أسرنا بأنك لو كنتَ قنوعاً ستكون سعيداً في حياتك. هذه التغذية أنتجتْنا شعباً يرضى بما هو متوفر، ويقنعُ بما هو موجود، وجعلتنا مجرد دمى تدعي السعادة، حتى أماتت الشغف فينا تجاه الحياة للبحث والاكتشاف والتنمية والتطوير. 

هذه العبارة أسقت معظمنا بالكسل حتى أصبحنا لا نتطلع لأشياء مستقبلا، بل كرسنا رؤيتنا برؤية قصيرة لا تتجاوز احتياجات اليوم ومتطلباته، وسلبت منّا حقوقنا وحياتنا، ونتيجة لذلك أصبح عدم السعي لنيل قناعة، أو عدم الكفاح من اجل تحقيق شيئا ما تروم إليه قناعة، وعدم الإنجاز ايضا قناعة، حتى أصبحت هذه القناعة متجذرة في نفوسنا، وتمدنا بسعادة زائفة، ومنها نرضع شعور برضا كاذب، فمثلا الرضا بنصف راتب قناعة، الرضا بالجوع قناعة، الرضا بالفقر قناعة، عدم السعي لنيل الحرية قناعة، وغيرها من الأشياء التي نقبل بها ونقنع أنفسنا بأننا قانوعون وإن كنّا غير مجبرين على ذلك. من هذه القناعة أصبح سر السعادة فينا كما تم أدلجتنا، ولم ندرك إنها سعادة زائفة ونحن في واقعنا تعساء ولسنا سعداء كما نظن.

فمفهوم القناعة الذي فهمناه، بل استسقيناه بأنك ترضى وإن كنتَ مسلوباً، أن تخضع وإن كنت لا ترغب، وإن تقبل وإن كنت مظلوما، هو أن تتقبل أي شيء وتقنع به غصباً، فليس لك خيار عدا القناعة، ومنه لم تعد إنسانا، لانك صرت مسلوب الاختيار، وأصبحت مثلك مثل القطيع يتحتم عليك القبول لإن، في واقع الحال، قناعتك مسلوبة؛ وللإسف، لم نفهم المفهوم الحقيقي للقناعة أي تقتنع بالشيء وتقنع به وذلك نتيجة رضا داخلي ينبع من الذات كون هذا الشيء يرضيني ولا يسلب مني شيء ولا يجبرني على أي شيء.

كما قال جورج برنارد شو " Satrisfiction is death" " الشعور بالقناعة هو الموت." ومنه ندرك إنّا نمارس الموت تحت مسمى القناعة، بل نمارسه بسعادة، كما تم تعبئتنا بأن " القناعة سر السعادة."


Create Account



Log In Your Account