عن مأرب وسراب السرداب
الأربعاء 17 فبراير ,2021 الساعة: 01:23 مساءً

ظهرت جماعة الحوثي قبل الهحوم الأخير متباهية بالنصر المحسوم وحضرت الدوافع الإنسانية الحريصة على أهل مأرب عارضة لهم الأمان مقابل السلامة أمام حرب لا قبل لهم بها. 

نحن أمام لؤم وغطرسة بثوب إنساني وبعنوان التشفي المشحون بالغرور ضمن حلقات الحرب النفسية والشائعات المكثفة التي زاد مائها على الطحين وتحولت إلى مسخرة فاسدة.

خرج (ايرلوا) حفيد رستم يقود المعركة بتجربة الأنساق الخمينية (انتحار القطيع الموعود).. كان الخميني يستخدمهم لكنس مئات الآلاف من الألغام وتجاوز النيران بملايين الجثث كان منظر الجثث المكدسة يشعر عمائم قم بالنشوة والسرور وكان الخميني يتفاخر وهو يرمي بجثث ملايين من الشعب الإيراني كأوظار في أساس إمبراطوريته.. وهكذا نقل الحوثي هذه النظرية العبثية للحرب والتي تفتقر لأدنى قيم الدين ومشاعر الإنسانية دون إدراك فارق المكان والإنسان.

خرج قادة الحوثي بتصريحات الحسم إلى درجة أنهم شرعوا في أخذ شهادات طلاب وخريجي جامعات لتوظيفهم في شركة النفط بمأرب.. وأصحابهم في تعز والحديدة والخارج والداخل يتبادلون التهنئات ويوزعون الحلوى بمناسبة دخول مآرب قبل أن تبدأ المعركة.

هذه ليست حالة ثقة بقدر ماهي حالة من الرعب والإرباك وأحلام العاجزين.

 قبل أكثر من عام تم الهجوم نفسه بكل تفاصيله .. أطلقوا عليه حينها معركة(الحسم السريع) أو هكذا معنى بعد عام ونصف من الانكسارات أطلقوا على هذا الهجوم (النفس الطويل).. وهو مايكشف التراجع والانهزام وانعدام الثقة بعكس كل الهيلمانات والبهررة.. وكان الأولى أن يطلق على هذا الهجوم (أخر نفس).

طبعا الطلاب الذي وعدوهم بوظائف شركة صافر حملوهم في الطريق سلاح ودفعوهم للمعركة مثلهم مثل الكثير الذين منوهم ووعدوهم بوظائف.. بل وغنائم مأرب المكتظة منها ذهب النسوان كما صرح أحدهم وهو مسلك كهنوتي قديم في استباحة الأموال والدماء والتعامل مع القبائل كمرتزقة وما استباحة صنعاء في ١٩٤٨م ببعيد.

تم كل هذا تزامنا مع عودة غريفيت من طهران وإرسال صواريخ إلى المملكة ورفع وزارة الخارجية الإمريكية الجماعة من قائمة الارهاب.

ومع وعود واشتراطات  أطراف أخرى دولية وإقليمية انتفش الحوثي وهلوس وهو يدفع بكل خوفه وطمعه وحيله وذكائه وغبائه وأهله وأنصاره وأعصابه والناس الغلابة بكل الوسائل ومن كل المحافظات التي يسيطر عليها للإندفاع إلى مأرب كسيل بركاني من نار يكتسح المحافظة.. ومعها اليمن بليلة واحدة إن لم يكن بساعات وهو ما كان يردد كحقيقة وعقيدة أقرب إلى عقيدة عودة الإمام الغائب.

لم يبق شي لم يفعله.. اتصل بنصف أهل مأرب عن طريق أرقام الإتصالات  التي لديهم يبشرهم بسرعة قدومه ويتمنى عليهم أن يستقبلوه فاتحا.. وينجون بأنفسهم فهو لايريد أن يريق دماء في معركة محسومه سلفا ونقدا وحقيقة كسراب السرداب؟

احتفل بالنصر كحالة غريبة ووزع الغنائم (والمتأخر له تراب) كما يقال كصور من صور الاستهبال وألاعيب القطرنة.

اندفع كثور أسباني هائج.. لكنه خائر القوى عديم الحيلة إلى زريبة يراها خضراء سهلة ليصحوا على كابوس مأرب
ليجدها هي هي مأرب لم تبتلعها الأرض ولم تهزها الخرافات ولا كثافة النيران وهول الحشود..
هي هي مآرب التي ستدخله ومشروعه السلالي عين (البوري ) وجحر الحمار الداخلي ومغارة الغائب ومرحلة النواح واللطم كمظلمة قادمة يضمها إلى نواحاته الوهمية.

ستبتلعه مأرب. . وقريبا سيردد اليمنييون كانت هنا دولة للحوثي سقطت في مأرب التي تحمي اليمن وتحتشد فيها اليمن الجمهوري.

وكان هنا مشروع سلالي تدميري وعنصري خرافي  ذاب في صحراء سبأ والتهمته جبال قيس بن مكشوح المرادي ومطارح القردعي فقد كان بانتظاره في أرض سبأ اليمن الكبير تحمي مأرب وتحتمي بها.



Create Account



Log In Your Account