الأمم المتحدة واللعب على المكشوف
الخميس 30 مايو ,2019 الساعة: 01:16 صباحاً

لم يكن استياء المواطن اليمني، حول دعم الأمم المتحدة للحوثيين، وانحيازها الواضح إليهم، مجرد شكوك فقط، بل كانت يقين لا تقبل الشك والريب، وهاهي اليوم الأمم المتحدة، تمارس لعبتها على المكشوف، في سلوك تحدي واضح للشرعية والتحالف العربي معاً.

 

بالأمس سلمت الأمم المتحدة، للحوثيين عشرون سيارة رباعية الدفع، كدعم لمركز نزع الألغام التابع للجماعة في صنعاء، وبهذا تكون الأمم المتحدة عززت كافة شكوك الموا طنين، بيقين ثابت، لا يقبل النقاش أو الجدال.

 

الأمم المتحدة، وبدعمها المستمر للحوثيين، بالإنحياز الواضح اليهم، في كل مؤتمرات المشاورات السابقة، والذي ظهر بشكل كبير في تنفيذ إتفاقية استوكهولم، التي ولدت ميتةً اساساً بالنسبة لجانب حكومة الشرعية، وفخ كبير، أوقعوا الشرعية فيه بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة، وبرضى تام من المجتمع الدولي.

 

لقد تجاوزت الأمم المتحدة، كل البروتوكولات والقوانين والأعراف الدولية، وتخلت عن دورها كمنظمة دولية يلزمها العمل بالحياد، وعدم الإنحياز الى أي طرف، في كافة القضايا التي تتدخل فيها، بل أصبحت منظمة لدعم الحوثيين، مهمتها الدفاع عنهم بكافة الوسائل والطرق.

 

لم يعد دور الأمم المتحدة، في القضية اليمنية كالسابق سرياً، تمارسه من خلف الستار، بل أصبحت تلعب جميع أدوارها على الشاشة وأمام الجميع ، وبتعاون مع المجتمع الدولي، تعمل على تقديم الدعم لهم، وتمارس دور عدم الإنحياز لصالحهم ، وتعمل على تمرير أجندة تسهم في حمايتهم، وتعيق حكومة الشرعية وقواتها، من حسم المعركة معهم، وتبذل كافة الجهود لمنع تقدمات قوات الشرعية، لدحرهم، واستعادة المناطق والمدن من تحت سيطرتهم، وتضييق الخناق عليهم، في جبهات القتال.

 

كان الدعم الأممي للحوثيين، واضحاً منذُ البداية، والإنحياز للجماعة مكشوف في كافة الأدوار السابقة، التي مارستها المنظمة الأممية ضد الشرعية، على مرأى ومسمع المجتمع الدولي، ولكنها اليوم أصبحت تمارس دورها بالعلن، لا تهتم بردة فعل الشرعية والتحالف العربي، ولا تخشى غضبهم جراء استفزازهم، بعد أن ايقنت أن ضغوطات دولية بسيطة، تستخدمها ضدهم، تمنع الشرعية وحلفائها في التحالف العربي من الإقدام على أي تصعيد عسكري، ضد الحوثيين لشهور عدة.

 

لاشك أن هذا الإستهتار والإستفزاز الأممي للشرعية والتحالف العربي، سيستمر وتتضاعف الممارسات والسلوكيات الأممية الداعمة للحوثيين، ما لم تعمل الشرعية على تغيير أسلوب تعاملها الإيجابي مع الدور الأممي، والإستجابة الدائمة لأدوارها، والإنصياع المستمر لضغوطاتها، التي تخدم طرف الإنقلاب، ولا تمت لحل النزاع في البلاد بصلة، وكلنا نعرف جيداً، أن الدور الأممي الحالي، في القضية اليمنية، لا ينهي صراع، ولا يؤسس لسلام دائم، ومستقبلاً مستقراً لليمن.

 

يبدو ان التعامل الإيجابي، من قبل الشرعية، مع الدور الأممي، والإستجابة السريعة لضغوطاتها، فتح الشهية أمام المجتمع الدولي، لمضاعفة الجهود لحماية الحوثيين، وتقديم الدعم والمساندة لهم بشكل واضح وكبير، بدون الإكتراث لردة فعل الشرعية، أو التصعيد العسكري لقواتها في جبهات القتال، فتحريكها بقوة لدحر الإنقلاب يعني نهاية مشروع جماعة الحوثي، وإنهيار أجندة المجتمع الدولي الراعي الرسمي لها.


Create Account



Log In Your Account