معاناة اليمنيين مستمرة
السبت 04 أُغسطس ,2018 الساعة: 09:01 مساءً

يغرق اليمن في بحر الدماء للعام الرابع على التوالي دون أن تلوح في الأفق بارقة أمل تنهي الحرب التي خلفت أكبر أزمة إنسانية في العالم.

وبالنظر للمعطيات الحالية يبدو أن الحرب ستطول أكثر مما توقع أصحابها على حساب معاناة الشعب اليمني الذي يدفع ثمن اخطاء لا علاقة له بها.

لم يعد مقبولا تبرير إطالة أمد الحرب بترديد المقولة الفارغة "هي حرب وليست لعبة" مع إدارك الجميع اليوم أن التحالف غير جاد في حسمها رغم قدرته عسكريا على ذلك.

التحالف لديه أجندة مختلفة عن الأجندة المعلنة التي جاء بها، يمكن رؤية هذا التعارض بين مصالح اليمنيين وأهداف التحالف في سعي الأخير لنفوذ جيوسياسي واقتصادي من المهرة إلى سقطرى وباب المندب والحديدة.

جبهات القتال شبه متوقفة بأمر من التحالف ولا يوجد تفسير حقيقي ومقنع، يبررون توقفهم بالحديدة بالضغوط الدولية بينما يرفضون تحرير تعز وهي خارج الضغوط أصلا ومثلها البيضاء والجوف وحجة.

هناك استنزاف متعمد للجيش الوطني والمقاومة وإذكاء الصراعات بين أطراف الشرعية وتشجيع طرف على حساب آخر وتعزيز حالة اليأس لدى الناس بإمكانية إنهاء الانقلاب.

يعاني اليمنيون ويلات لا حصر لها، أغلب الشعب بحاجة للمساعدة في ظل عدم الانتظام بصرف الرواتب وانعدام فرص العمل ودفع المزيد من المغتربين في السعودية للعودة نتيجة سعودة المهن التي يعملون فيها دون إعفائهم لحين انتهاء الحرب والتزاما بواجب مسؤولية الرياض عن بلدهم الذي تقود تحالف لدعم سلطته.

تواصل العملة اليمنية انهيارها القياسي أمام العملات الأجنبية ومعها تقفز الأسعار بسرعة الصاروخ ولا تكترث السعودية أو الإمارات لخطورة ذلك على حياة اليمنيين.

صحيح أن الرياض قدمت ملياري دولار كوديعة في البنك ولكن الصحيح أيضا أن هذا المبلغ غير كافي لإنقاذ العملة والاقتصاد في ظل الانهيار المتزايد.

الإمارات لم تقدم أي دعم مالي للحكومة أو الاقتصاد أو البنك المركزي كوديعة مع أنها مسؤولة عن جانب كبير من هذا التدهور لكنها بدلا من ذلك تدعم مليشيات مناوئة للشرعية بالعملة الصعبة.

وعندما نتحدث عن تداعيات الحرب لا يمكن أن نغفل دور الحوثيين الذين هم المسؤول الأول عن الحرب كونهم قاموا بالانقلاب وهددوا الجوار واستدعوا تدخله ولكن في الأخير هم مليشيات لا تكترث لحياة اليمنيين بعكس دول التحالف المعنية بالقيام واجباتها كدول لها الكلمة الأولى في اليمن.

وللأسف طالما ظلت الشرعية على حالها مستسلمة للتحالف وغير راغبة في تغيير العلاقة من تابع ومتبوع إلى شراكة تخدم مصلحة الطرفين، فإن التحالف لن يقوم بالحد الأدنى من مسؤولياته الاقتصادية والإنسانية تجاه اليمنيين.

*نقلاً عن اليمن نت


Create Account



Log In Your Account