"الضربة التي لاتقتلك تقويك"
السبت 13 يناير ,2024 الساعة: 02:35 مساءً

"الضربة التي لاتقتلك تقويك" حكمة قالهاالفيلسوف الألماني نيتشه.
واليوم نجد هذه الحكمة تنطبق تمام الانطباق على الحوثي؛ فقد وجهت له أمريكا وبريطانيا ضربة على بعض المواقع التي تزعمان انها تنطلق منها الطائرات المسيرة، والصواريخ البالستية، وبدلا من أن تقتله قوته.

طبعا لا أقول أن أمريكا وبريطانيا؛ لاتدركان أن مثل هذه الضربات لا تقضي على الحوثي ولا تقتله؛ بل حتى لا تضعفه؛ إنهم يدركون ذلك؛ ومع ذلك فعلوا مافعلوا عن قصد؛ وهو أنهم يريدون تقويته أصلا.
كيف لن يقووه وهو الباب الذي عبره دخلوا  ويدخلون اليمن.

ثم كيف تقوي هذه الضربة الحوثي؟

إن هذه الضربة تقويه من خلال رفع رصيده عند الغوغائيين اليمنيين، إنها تزيد من شبعيته؛ فنجد قطيعا من الأغنام يلتحقون به، مصدقين أنه يحارب أمريكا، فيسوقهم للمعارك القادمةالتي يعد لهامع الشرعية.

لقد كاد الناس أن ينفضوا عنه بسبب مطالبة الموظفين برواتبهم، ولقد كان يعيش لحظاته الأخيرة؛ فجاءت ازمةغزة فاستثمر فيهاوتاجر بها، وساعدته أمريكاوبريطانيا على ذلك؛ لأن مصالحهما تتلاقيان عند ذلك.

إن موقف الحوثي مع غزة؛ هو موقف مصطنع، وذلك لأن قضية غزة قضية يحملها الشرفاء وأي شرف  للحوثي وقد قتل مئات الآلاف من اليمنيين وجرح أكثر من ذلك، وكيف لمن قتل مئات الآلاف من اليمنيين بينهم عشرات الآلاف من الأطفال أن يأتي منقذا لأطفال غزة، أي شرف للحوثي وقد فجر اكثرمن ألف مسجد وأكثر من ألف مدرسة تحفيظ قرآن، أي شرف للحوثي وقد نهب وطن سواء باسم الاحتفالات الدينية التي ما أنزل الله بها من سلطان أو باسم الخمس الذي ماقال به دين ولا أمر به شرع ولا قانون؛ بل سرق حتى مرتبات مئات الآلاف من الموظفين، كل هذا السلوك يجعلنا نقول وبكل اطمئنان أن ما يدعيه الحوثي من تبن لقضية غزة إنما هو عمل دعائي القصد منه الاستثمار لاغير؛ وذلك ليزيد رصيده من الاتباع اليمنيين الذين تدغدغهم قضاياالدين، ومقدسات الأمة؛ دون إعمال لعقل، أو تحكيم لمنطق.
وكذلك أمريكاوبريطانيا لم تشهرا العصا في وجهه من أجل القضاء عليه، وإنما لإظهار أن البحر الأحمر في خطر؛ بسبب الحوثي؛ ومن ثم يتسنى لهما السيطرة على سواحل اليمن وجزره، وبالأخص جزيرةميون، وباب المندب، وما الضربة إلا لذر الرماد على العيون؛ بينما ستسعى كل من أمريكا وبريطانيا لمكافأته بأكبر من حجمه من كعكعةاليمن، ولا يستبعد أن تدعماه في الاستيلاء على شمال اليمن.

إن أمريكا وبريطانيا لا تصنعان إلا مايخدم الحوثي؛ لامايخدم الشعب اليمني.. كيف لا؟! وهو الباب لدخولهما اليمن.

وإذا كان الحوثي باب أمريكاوبريطانيا لدخول اليمن ، والاستيلاء على بحاره، وسواحله، وجزره، فهل من المعقول أن تقضيا على باب عبره دخلتاإلى اليمن؟!

لو أن أمريكا صادقة في عدائها للحوثي؛ لما أزالته من قائمة الإرهاب.

ولو أن أمريكا وبريطانيا صادقتان في عدائهما للحوثي؛ لما أوقفت أمريكا الجيش اليمني، من دخول صنعاء بعد أن كان على مشارفها، في نقيل ابن غيلان.

ولما منعت بريطانيا أيضا الجيش اليمني من الاستيلاء على ميناءالحديدة؛ بعد أن كان قريبا منه؛ لتخرج اتفاقية استوكهلم التي تمرد عليهاالحوثي.

ولو كانت أمريكا وبريطانيا صادقتان في عدائهما للحوثي؛ لوجهتاضربة لقائده عبدالملك الحوثي في كهفه ولبقية القادة في صنعاءمن الصف الاول والثاني، أو على الاقل لأعطتا الضوءالاخضر للشرعية،والتحالف، ودعمتاهما للقضاءعليه؛ بل أضعف الإيمان كانتا ستصنفا إياهم إرهابيين ؛ بعد أن أزالتهم أمريكا من قائمة الإرهاب.

لكنها المسرحية التي لازالت تمارس من الطرفين،
فلا الحوثي يريد رفع الحصار عن غزة، ووقف الحرب؛ وإنماالاستثمار في قضية غزة؛ ليزيد رصيده من الأتباع اليمنيين الغوغائيين.

ولا أمريكا وبريطانيا يخشون الحوثي؛ وإنما طلبا منه افتعال ذلك؛ ليعطهما المبرر في الدخول للبحرالاحمر ، والبقاءفيه؛ ليقطعابذلك الطريق على روسيا والصين.


Create Account



Log In Your Account