حرب غزة 2023 انتحار أم توريط
الأربعاء 08 نوفمبر ,2023 الساعة: 05:03 مساءً

في هذه الفترة ينقسم الرأي العام الفكري العربي والإسلامي حول قضية حرب غزة إلى نمطين من التفكير الأول مؤيد لضرب حماس إسرائيل والثاني معارض خوفا على إبادة غزة  ولكل حجته ومنطقه.

أولا:
‏الرأي الأول وأنا من أنصاره أن هذه حرب عادلة حتى لو كان الفلسطيني هو البادئ لأن المجرم الحقيقي والمعتدي الأول هي إسرائيل منذ ١٩٤٨ عندما احتلت أراضي غيرها ‏بالقوة وهجرت شعب فلسطين وقتلته وجرفت منازله وتاريخه وأراضيه.

‏ولا زالت إلى اليوم تتوسل سياسة الأرض المحروقة،  فاليوم ما يقارب ألف طن من المتفجرات يوميا سقطت على غزة وأكثر من 12 ألف طلعة جوية بظرف شهر واحد على مدينة مساحتها 365 كيلو متر مربع.
يعني من لم يمت بالقصف سيموت بنقص الدواء أو الموت بالجوع نتيجة الحصار.
وبالتالي يرى أنصار هذا الاتجاه أن ما تقوم به إسرائيل سيعجل من زوالها.

 فلأول مرة الضمير العالمي يكون بهذا الحجم والقوة والفائدة فمثلا في أمريكا لأول مرة باستطلاع لفئة الشباب تكون النتيجة 70 بالمائة ضد إسرائيل بحربها على غزة.

 سلاح جو يمتلك دولة

‏الرأي الآخر: يقول أنه وإن كان الحق بيد الفلسطينين وأنهم يمتلكون الحق وقضية عادلة إلا إن من مقتضيات الحكمة اتخاذ سياسة متزنة خاصة أنها ترى:
-التفكك العربي والإسلامي بل أن بعضها أو أغلبها تقيم علاقات مع إسرائيل أمنيا وسياسيا واقتصاديا.

- هذه الدولة اللعينة تمتلك جيشا قويا وهو أقوى جيش في المنطقة أجهزة معدات ضخمة استخبارات بل إن هناك مقولة مفادها: أن كل دولة تمتلك جيش وسلاح جو قوي إلا في حالتنا هذه:  فإن هناك سلاح جو يمتلك دولة إسمها إسرائيل.

- أيضا يرى انصار هذا الاتجاه ‏أن معظم الدول الفاعلة عالمية كلها تقف مع إسرائيل وأنه لا ينبغي أن ترهن حياتها ومستقبلها على مظاهرات ومطالبات من هنا وهناك.

 روسيا وحرب غزة  

ضعف الدور الروسي نتيجة لمشكلات كثيرة أهمها:
-  مشكلتها في أوكرانيا ومواجهة أورربا أمريكا.
- عدم قدرتها على خلق تحالفات عالمية.
وانعدام هذه القدرة يعود لعوامل ذاتية وأخرى موضوعية تعود في جزء منها إلى العرب والمسلمين أنفسهم الذين مكنوا أمريكا من رقابهم واموالهم وربطوا الدولار بالبترول وأحلو قومهم دار البوار.

‏ 
مرة أخرى انصار الاتجاه الأول 

يتحدث أن المتأمل لسنن الله في الارض يجد أنه متى أراد المولى عز وجل نصرا يجعل من الضعف قوة ومن القوة ضعف.
فإسرائيل صحيح تمتلك جيش بل سلاح نووي لكنه رغم شدته وضراوته وخطورته ضعيف.
‏فإسرائيل مثلا لم تخض أي حرب منفردة بل تستعين بالدول الأخرى، مثلا:

‏في حرب 1948 من حارب الفلسطينين والعرب لم يكن اليهود من حارب وقتل وفجر كانت فرق عسكرية مقاتلة شاركت في الحرب العالمية الثانية مرتزقة بكامل عدتهم وضخامة سلاحهم مقابل المواطن العربي الذي كانت دوله إما واقعة تحت الانتداب البريطاني أو الفرنسي أو ‏مستقلة ‏حديثا لا تمتلك إلا البارودة وحب الوطن.

أيضا حربها على مصر بالعدوان الثلاثى 1956 حاربت معها فرنسا وبريطانيا وفي حرب 1967 وحرب 1973 لم تحارب إلا بالجيش الأمريكي وكذلك عندما دخلت لبنان 1981 دخلت تحت حماية ‏أمريكا وقوات الكتائب المسيحية.

وما يؤكد ذلك كله حربها اليوم بغزة 2023 ووصول الاساطيل وحاملات الطائرات الأمريكية بل ‏الرئيس الأمريكي وصل باول يوم الحرب وصرح بأنه لا خط احمر بهذه الحرب ووزير خارجيته الذي قال اتحدث بصفتي يهودي كل ذلك على مدينة صغيرة محاصرة جوا وبرا وبحرا.


 الدولة الوظيفية تهزمها الحجارة


‏هناك فرق بين الدول الطبيعية وبين الدول الوظيفية
‏إسرائيل دولة وظيفية مثلها مثل ‏النظام العنصري في جنوب إفريقيا الذي كان نظاما وظيفيا وانتهى أنتهى.
هذان النظامان كانا يخدمان الدول الكبرى ويحققان أهدافها ‏نجد ذلك بتصريح بايدن: لو لم تكن هناك إسرائيل لخلقنا إسرائيل.
 ابن خلدون وانهيار إسرائيل 

‏تنطبق نظرية ابن خلدون حتى على إسرائيل من أن الدول تمر بتطوران:
- من ناحية السياسة والاقتصاد والعمران والأخلاق.
- ومن ناحية اتساع النطاق.
ووفقا لابن خلدون ‏فإن كل دولة تنتقل بين أطوار منها:
 أظفر والانفراد بالمجد 
ثم الإسراف والتبذير سواء بالمال أو بالانقلاب على الاخلاق ثم بعد ذلك ‏يكون الانهيار.
وهذه النظرية تنطبق اشد الانطباق على كل دول الظلم والاحتلال:
خرجت فرنسا من الجزائر بعد ما يقارب من 140 سنة وكذلك من سوريا ولبنان.. الخ
وكذلك خرجت بريطانيا من الهند والعراق ومصر واليمن "الجنوبي".. الخ
وكذلك أمريكا بجلالة قدرها خرجت تجرجر جراحها من الصومال وافغانستان.
وكما خرجوا ستخرج إلصهيونية
فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا 


Create Account



Log In Your Account