"خُدام خادم الجرافي"…….وحكايتنا مع الاستعمار
الجمعة 20 أكتوبر ,2023 الساعة: 06:06 مساءً



ذكرنا الأستاذ خالد الإنسي، علي* هامش مؤتمر سراييفو، المنعقد في بداية شهر اكتوبر. الحالي ، بقصة خُدام خادم الجرافي ، وهي قصة رمزية تلخص واقعنا الحالي، وعلاقتنا مع المستعمر الخشن واللين، وتتلخص القصة في تفاصيلها، في شخص كان لقبة الجرافي ، الجرافي شخص رمز للثراء الفاحش ، الظلم الاجتماعي ، يمارس باستمرار نهب أراضي الناس، وتزوير إرادتهم، وفرض تقديس مكانته، ليدفعوا له العسل والسمن وكل ما يرغب فيه ، قرر الجرافي الانسحاب من مواجهة الناس ، وتشوية سمعته في القري المجاورة ، فقام قبل العودة الي بيته عين له خادم من طينته، المقربين منه، قد يكون زوج ابنته، أو ابن عمه، ينفذ أوامره، ويطبق سياسته علي الناس دون رحمة، يتسم بالقسوة والثراء والمكر وسوء الأخلاق، ومنحه القوة والمال والحماية ، وهذا الخادم عين لدية خُدام آخر ، أقل درجة منه ، لكن لا يختلفون عنه في السوء، ،مهمتهم ينفذ أوامره ، وتطبيق رغباته ورغبات الجرافي ، خُدام الخادم ليسوا من العائلة ، ولا ينتمون إلى جغرافيتهم ، أو سلالتهم ، لكن تربطهم بالخادم علاقة مصلحة ، متفانون في الخدمة ، وأشد قسوة في تنفيذ الأوامر ، اختيروا بعناية ، استغل نقيصتهم ليربطهم بخادم الجرافي ، فمارس الخُدام الصغار المعينين الظلم والقهر بحق الناس، صادر الأراضي، ونهب البيوت ، وفرض الإتاوات الثقيلة عليهم ، ليثبت صدق ولاءه ، وعند سؤال الناس عن الظلم الذي أصابهم ، ومرتكب كل هذه الموبقات بحقهم ، يأتي الجواب من الجميع ، المراكز البحثية ، والقنوات الإعلامية ، ووسائل التواصل الاجتماعي ، انه خدام خادم الجرافي ، فإذا خرج الناس بمظاهرات غاضبة إلى أمام قصر الجرافي ، ثائرين ، ومحتجين ، يصرخون من قسوة الظلم ، ويصبون جام غضبهم علي خادم الخادم، يطالبون بتغير الخادم، واسقاط صلاحياته ونظامه، فيخرج الخرافي بدهشة، وعطف ، يدين، تصرفات الخُدام الخادم ، يصدر بيان مؤيد لمطالب التغيير ، ويعلن تضامنه مع الشعب، ويطلب من خادمه تغيير خادمة، فيتغير خادم الخادم، واذا ذهب خادم اتي خادم اخر، ويبقي الجرافي مصدر الظلم، وبعيد عن غضب الشعب، وتوجيه اصابع الاتهام، يوصف بأنه ملجأ الناس لرفع ظلم خادم الخادم، وحصنهم الحصين ، وظل الله في الأرض لإقامة العدل ، وابن الرسول الذي لا ينازعه احد ، فلا يتحمل مسؤولية الظلم ، بل هو مظلوم بسهره الليل والنهار في مصالح الشعب ، ويظل قرار الوقوف مع الشعب يتردد ليل نهار ، يمن به علي الشعب، لكن عبارة "خُدام خادم الجرافي" لم تتوقف او تتغير.
 
سنوات طويلة، وخُدام خادم الجرافي ، يعبثوا بحياة الرعية، ويبرزوا في وجههم، ويخطبوهم فيهم -ليل نهار- أنه الذي يقرر مصيرهم، ويرسموا مستقبلهم، وعندما يعتدي عليهم خادم الجرافي الأصلي ، يصمت خُدام الخادم، معللين ذلك بالعقلانية، والحرص على الأمن والاستقرار ، وان هناك تعاون للقضاء علي المخربين الذين يسكنوا في عقولهم وقلوبهم ، ويشعلوا الحرب علي الفكر ، والقلم ، اللسان ، أعداء الوطن ، خُدام الخادم نموذج للإنسان الذي يرتفع من الوحل، ويصبح سيد، المخلص لوظيفته حتى لا يعود إلى القاع، يعبر عن نقصه بالقسوة والصولجان،. شراء الأسلحة، تكثير الجيش حول بيته، وفي مواكبه، يساعد الشرافي خادمة بالقوة والمال، في حين يمني علي خادم الخادم بالزيارة، والظهور معه في الأسواق أو الشاشات، ليوهم الناس أنه ذو أهمية، يصنع الجرافي الكثير من خدام الخادم في بيته، يمنحهم عطفه، واهتمامه، فإذا ضاق ذرع بخادم الخادم، غيره، وآتي بخادم جديد لخادمه، ممن يخدمون في بيته، ويتعلمون في مؤسساته، يمدهم بالتوجيهات الجديدة، وبروتوكولات الإخلاص.
 
الخرافي هو الظالم الأصلي، ومصدر الشر، الذي أنشأ هذا النظام الظلم، وأحاط نفسه بعدد من الخدم،، المنافقين، الإعلامين، ويمن على المظلوم ببعض الفتات، أو الخدمة في بعض مزارعة التي نهبا عن البسطاء، خدامه منتشرين في كل المزارع المنهوبة، أو التي وضعها تحت بعض خدام الخدام، كل الحلول التي تهدف لرفع الظلم نهايتها الفشل، لأنها لم تستهدف الخرافي، أصل الظلم، ومشرع الاستبداد، الجغرافي هنا هو أمريكا والاستعمار الغربي، والخادم الأكبر إسرائيل، هو الخادم القريب من الخرافي، ومن دائرته المقربة، أما خادم خادم الشرافي ، هم الحكام العربي، ثرنا علي خادم خادم الجرافي ، في منتصف القرن الماضي و، ثرنا اليوم في ربيع ٢٠١١، لم يتغير شيء، ظهر الجرافي ، يدين خادم الخادم، وساعدنا بتغيره بخادم جديد، وظل خادمة المخلص بعيد عن المسألة، والاتهام، اليوم في اكتوبر ٢٠٢٣، ثارت مقاومة غزة علي خادم الجراف مباشرة، فظهر الخرافي علي حقيقته، وقف بجانب خادمة، وهدد كل من يناصر غزة بالعقاب، لان الخادم، من دمه، ذكروه بالقيم، والحقوق، وخطبه السابقة، فصم اذانه، واتي بنفسة ليقف خلف الخادم، ويمنع سقوطه، او تراجعه، لان ذلك سقوطا لنظام، خادم الخادم.
ستنتهي حكاية الهيمنة بتحديد البوصلة ، وعلاجها الوعي ، والتغلب علي الخوف ، وتصحيح العلاقة بين الحاكم والشعب ، عنها سوف نعرف الظالم الأصلي ، الجرافي سيد الخادم الأول ، بعدها سينتهي الخادم الأصيل وخدام الخادم ، هذه حكايتنا منذ الازل ، المُستعِمر والمُستعَمر ، الضحية والجلاد ، في ثوراتنا الاولي ضد المستمر ، توجهنا نحو خدام الجرافي ، وقبل رحيل الجرافي الي بيته ، عين خادم اصيل من جنسه ، وفر كله الحماية والتمويل ، وفرض علينا ،خدام الخادم .

نقلا عن صفحة الكاتب على فيسبوك. 


Create Account



Log In Your Account