حين تسقط الدول فإنه لا يبقى شرعية لأي مؤسسة أو كيان داخلي. فأركان الدولة تتهدم بالفوضى وغياب سلطة الدولة الشرعية أو بالإحتلال. هنا تنشأ أحزاب أو منظمات دينية يسارية وسطية تولد من رحم المعاناة تحاول الحفاظ على الدولة وأمثلة ذلك كثير مثل حزب البارتيزان اليوغسلافي الذي خلق من وهج النار بقيادة تيتو 1941م حين تعرضت مملكة يوغسلافيا للغزو من جميع أطراف الحرب العالمية الثانية. أو قد يتشكل حزب بعد فترة لاحقة من الزمن حيث يظل يلملم قواه ويستوعب الصدمة ثم يمضي نحو الخلاص مثال منظمة التحرير الفلسطينية.
وتلك ليست قاعدة عامة بل قد يتخلق تيار جديد بدولة طبيعية وهو ما نجده في المانيا التي شهدت ميلاد الحزب البديل.
هذا الحزب مواليد فبراير 2013 بالبدء تم السخرية منه والتهكم عليه ولم يأتي العام 2023 إلا وقد حقق قاعدة عريضة وأصبح الحزب الثاني بالساحة بعد الحزب الاشتراكي الديمقراطي.
حزب البديل يقدم درس جديد مفاده لا تفكر بأحد إلا بوطنك ولا تخاف من أحد الا من مواطنك وتاريخك، فإن الزمن لا يرحم الذين لا يستغلون اللحظة لحماية الذات. هذا الحزب يستعد اليوم لخوض انتخابات 2024 على مستوى اوروبا ويستعد لانتخابات 2025 داخل المانيا. صحيح أن هذا الوافد الجديد قد يربك المشهد السياسي بما يقدم من أفكار وتطرف ببعض مواقفه وهنا يجب أن نقف لنقول : إما أن تصلح النخب القائمة حالها ومنهجها تجاه وطنها وتقوم بواجبها وإما أن تتحمل الوافد الجديد بشططه وجنونه. الحزب البديل هدفه وشعاره الرئيسي أنه لن يقبل أن تظل ألمانيا ألعوبة أو تابع في ظل التغير العالمي الجديد. فألمانيا بعالم السياسة لابد أن تكون الفاعل لا المفعول به وفي عالم الاقتصاد ان تكون الأستاذ لا التلميذ والقائد والمحرك للأحداث لا التابع. السؤال : ما دور الاحزاب والسلطة والنخب مما يحدث من إهلاك لليمن خلال 13عام؟
اليوم اليمن تعرف تيارين رسميين : الشرعية وتسيطر على 80% من الأرض. الحوثيين ويسيطرون على 80 % من المائة من السكان. هذه النسب مدروسة بعناية لمخرج يريد أن تصل اليمن بهذا الشكل حيث: يظل الأكثر سكاناً، فقيراً وبدون شرعية إلا من مشروعية القوة. بالمقابل شرعية تظل وهمية تستحوذ على مساحة كبيرة تنخرها الصراعات وحالها كما قال فيصل الأول عن حال دولته العراق : أقول وقلبي ملآن أسى إنه لم تعد هناك عراق بل تكتلات بشرية خيالية خالية من أي فكرة وطنية متشبعة بتقاليد وأباطيل دينية لا تجمع بينها جامعة وأوطان لكل منها عاصمة ومركز وشعب!