الأربعاء 20 سبتمبر ,2023 الساعة: 06:22 مساءً
ابتدعها المعز الفاطمي وألغاها صلاح الدين الأيوبي وأعادها نابليون بونابرت على نفقة الاستعمار الفرنسي.
يؤكد المؤرخون أن أول من ابتدع المتاجرة بالاحتفال بذكرى المولد النبوي لإثبات الأحقية ببدعة الولاية السياسية العنصرية، هو المعز الفاطمي، وأن الباطنية الفاطمية استغلت هذه الذكرى لاستغفال الجماهير باسم الدين وتحشيدهم ضد خصوم المشروع السياسي الفاطمي.
و جاء البطل والمصلح صلاح الدين الأيوبي وقام بإلغاء هذه البدعة في سياق جهوده الإصلاحية لتطهير الإسلام من الخرافات وإعادة الروح الحقيقية للاسلام وحشد الجهود لتحرير القدس.
ولكن الزعيم الفرنسي نابليون بونابرت أعاد ظاهرة المتاجرة السياسية بالمولد النبوي على نفقة الاستعمار الفرنسي للتظاهر بخدمة الإسلام والمسلمين. ويذكر المؤرخ عبدالرحمن الجبرتي في كتابه "عجائب الآثار في التراجم والأخبار" أن نابليون هو أول من استخدم الألعاب النارية في المولد ووجه باستخدام الزينات وغيرها.
علاقة المتاجرة بالمولد بالفساد الاقتصادي:
يشير المؤرخ شمس الدين السخاوي في كتابه "الضوء اللامع لأهل القرن التاسع" وغيره من الباحثين إلى أن الممالك استخدموا بدعة المتاجرة بالمولد النبوي لغرض التغطية على الفساد الاقتصادي فكان المماليك ينفقون ببذخ وإسراف كبير على الاحتفال بالمولد للبحث عن الشهرة والصيت والتغطية على الفساد الاقتصادي ونهب ثروات الأمة و إلهاء الناس عن الوضع البائس والأزمات المالية التي يعيشها المجتمع والظهور بمظهر القوة أمام الجماهير، ويشير بعض الباحثين إلى أن المماليك اضطروا لهذه الطريقة بالاحتفال بالمولد لشعروهم بالغربة عن المجتمع والنبذ الشعبي وأنتم كانوا يبحثون عن القبول الشعبي من خلال هذه المتاجرة.
وسيذكر المؤرخون في المستقبل أن حركة فاشية كهنوتية ظهرت في اليمن استخدمت كل مقابح الاستعمار والجماعات الباطنية والمنحرفة والأنظمة الفاسدة في المتاجرة بالمولد النبوي للبحث عن مشروعية سياسية لخرافة الولاية العنصرية ومارست البذخ والإسراف الذي مارسه المماليك و أضافت مقابح جديدة في استخدام المولد لجمع التبرعات وفرض الضرائب وهذه جريمة لم يسبقهم إليها أحد فقد اختار نابليون الاحتفال بالمولد على نفقة الاستعمار لا من جيوب المصريين، واستخدم الحوثيون الاحتفال بالمولد للتغطية على عدم قيامهم بواجباتهم في صرف المرتبات في الوقت الذي يعاني فيه الشعب من الفقر والجوع والمرض ولالهاء الناس عن مساءلتهم حول الموازنة السنوية و تجريم الحديث عن الشفافية المالية والحكم الرشيد.