يا أخي عيب.. تذكروا "وأبونا شيخ كبير"
السبت 29 يوليو ,2023 الساعة: 01:26 مساءً


هي لم تقل كلام بذيء.. بل قالت: لو سمحت يا أخي معنا عمل، لو سمحت أمشي _وتقصد سائق الباص.. وبصوت غاضب جاء صوت قائلا: نسوان .... اتحفظ على اللفظ، وزاد مستعجلة إركبي موتور.. 

للعلم لم يكن من تكلم سائق الباص، بل أحد الركاب.. فيما كان رد السائق عيب يا أخي كلنا معنا عوائل.. ثم أضاف بلطف: آسف أختي..

هي لزمت الصمت.. والجميع عبر عن استياءه من صاحب عبارة " نسوان...  مستعجلة.. إركبي موتور".. وهو مصر على كيل الشتائم لمن يترك زوجته أو ابنته تخرج لوحدها.. 

وصل الباص إلى حيث تقصد ربما بالقرب من عملها.. قالت على جنب ونزلت وألتفت إلى الشخص وقالت له بحرقة: سامحك الله.. الله يرحم أبي، ويقدرني أستر أخواتي وأمي، ولله الحمد الذي لم يرزقنا إخوان ذكور يحمونا.. ثم دفعت أجرة الباص ومضت.. 

حينها تذكرت موقف نبي الله موسى عليه السلام في مدين بعد أن هرب من بطش فرعون... قال تعالى ﴿ وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ۖ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا ۖ قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ ۖ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ﴾ [ القصص: 23]..

تساؤل: لماذا أورد الله سبحانه وتعالى هذا القصص العظيم..؟ هل لنتلوه فقط في الصلوات، أم لنجسد هذه الأخلاق العظيمة في سلوكياتنا وكلامنا ونوايانا وأخلاقنا..

تبا لمن يقرأ القرآن الكريم عامة والآية السابقة خاصة، ولا يفكر إلا بما يتكدس في قلبه من وسخ ويسقطه على من حوله، ليس لشيء غير أنه يعتقد بأن ما في قلبه هو في الأخرين.. فضلا نضفوا أرواحكم من الوسخ، ولا تظلموا أعراض غيركم لمجرد أنهن يعملن للعيش بكرامة..

تذكروا استياء موسى عليه السلام، وكونوا السند لمثل هؤلاء النساء ممن لا سند لهم... كونوا الأب والأخ لهن وأجبور قلوبهن.. لا تطعنوا في شرفهن فهن أعراضكم..


Create Account



Log In Your Account