مطاردة الخونة
الخميس 27 يوليو ,2023 الساعة: 05:48 مساءً



طول فترة الانقلاب الحوثي والحرب التي أعقبته تواجدت رذيلة الخيانة في أكثر من مكان وزمان بهدف ضرب مناطق الحكومة الشرعية ومواقع تواجد الجيش الوطني ونشر الفوضى والجرائم فيها ، وخصصت المليشيات الحوثية جهداً ووقتاً ومالاً ووسائل إغراء متنوعة لاقناع وتدريب وارسال خونة ينفذون المهام القذرة لصالحها كجزء من سلوكها المليشاوي الدموي ، واللافت أن الخلايا والأفراد الذين تم كشفهم عددهم اكبر بكثير من الذين نجحوا في جرائمهم ، وبين الفينة والأخرى تطل علينا الأجهزة الأمنية والاستخبارية بأخبار القبض على المزيد من الخونة الذين باعوا أنفسهم للشيطان ، وانطلت عليهم هرقطات ومغالطات المليشيا الحوثية وإغراءتها لتحولهم إلى أدوات للموت ومصادر للفوضى سواءً في مارب أو تعز أو عدن أو بقية المناطق المحررة الأخرى .

ليس بغريب على جماعة مليشاوية دموية أن تسلك طريق اقناع البعص بخيانة بلده وأهله وناسه فالخيانة هي ديدنها ، وأن تبذل كل جهودها وأموالها وإغراءتها لتحول مواطن صالح إلى "خائن" فذاك هو من أسوأ سيئاتها ، لكن الغريب أن يتجاوب البعض مع هذه المليشيات فيلغي عقله وضميره وينسى دينه ومعتقده ، فيكون سبباً لإراقة دماء بريئة في مجتمعه ، ويتحول إلى خائنٍ وقاتلٍ في آنٍ واحد ، وهو هنا يتجرد عن قيم اليمني الأصيل الذي يأبى أن يكون أداة ومطية لمجرم ، ولعمري أي مصيبة تحلُّ على الخائن حين يتسامح مع خيانته ويتعايش معها ، ويدفن عقله وضميره للأبد فينحطُّ إلى أرذل الأرذلين ، وتقوده نفسه المريضة إلى الدرك الأسفل من الدنائة والانحطاط ، ولا أسوأ ولا أحقر من هذا المسلك الوضيع .

إن ما يتطلبه الواقع اليوم أن لا يتساهل المجتمع والدولة والجيش والأمن مع أي خائن تحت أي مبررٍ كان ، فكل تساهلٍ أو تجاهلٍ أو تجاوزٍ نتيجته الطبيعية المزيد من الآلام والأوجاع والدماء في جسد الوطن وأبنائه ، وحين يصل بأحدهم أن يصبح خائناً وأداة بيد الحوثي المجرم يستخدمه لقتل أهله فلا مجال أبداً لاعتبارات القرابة والمعرفة والصداقة ، فالخائن حين باع نفسه تنكر لأهله ومجتمعه ووطنه وقيمه ، ولايمكن التعامل مع هؤلاء إلا بالضرب بيدٍ من حديدٍ وكفٍ من فولاذ وأصابعَ من نَّار ، والمجتمع ككل هو العين الحارسة من عبث وفوضى وعمالة هؤلاء ، وبتكاتف الجهدين الشعبي والرسمي لمطاردتهم وتعقبهم والقبض عليهم تتحقق هزيمتهم وايقاف جرائمهم التي يخططون لارتكابها تنفيذاً لمتطلبات الخيانة واستجابة لأوامر مجنِدِيهم من جماعة الحوثي التي تسعى لإراقة المزيد من الدماء ، وإيقاع أكبر عدد من القتلى تطبيقاً لقاعدتها السيئة "نحكمكم أو نقتلكم".

المؤكد أن هناك جهوداً تُبذل وتُكلَّل بالنجاح ، وهناك وطنيون يسهرون لمطاردة وتفكيك هذه الخلايا وكشف من فيها من خونة وايقاعهم في شر أعمالهم ، كما أن هناك حاضنة شعبية تشارك في هذا الجهد ، ولايمكن بالمطلق إنكار ما تقوم به الأجهزة الرسمية بدعم وتعاون المجتمع ، لكن المطلوب اليوم هو المزيد من اليقظة والحذر وابتكار آليات فعَّالة للكشف المبكر عن نشاط الخونة في مناطق الشرعية والوصول إلى مرحلة صفرية الثغرات ، وتحديد وسائل أمنة وسريعة تتيح للمواطنين الإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة وبمعلومات كافية ودقيقة تتيح للجهات الرسمية التعامل مع أي مصدر تهديد في وقت مبكر ، وكلنا ثقة أن هناك من يحمل هذا الهم وأن التعاون والتكامل بين المواطن والدولة هو السبيل الوحيد لتجنيبنا المزيد من الأوجاع ففينا منها الكثير .

دمتم سالمين .


Create Account



Log In Your Account