حراس تعز
الأحد 15 يوليو ,2018 الساعة: 06:19 صباحاً

هذه تعز، وعلى الجميع أن يعرف أن الشارع هو بوصلتنا الوحيدة؛ لضبط أي انحراف يُحدثه الساسة.

 على الساخرين أن يتذكروا أن الجماهير التي خرجت تهتف في المدينة اليوم هي الحارس الأكثر نزاهة لتقويم اعوجاجات السلطة واسنادها في الوقت ذاته.  فبعد أربع سنوات من الحرب؛ لم يخرج الناس للشارع للتسليّة أو لتزجية الوقت، لا بدّ أن أمرًا ما دفعهم للخروج، خرجوا ضجرًا من الوضع العام ورفضًا لبقاء مصيرهم معلق دون نهاية.

 لا بد أيضا أن هذا القطاع الكبير من الناس استشعروا خللا ما في الخط السياسي للحاكم الجديد واحتشدوا لإشعاره بالأمر وذلك أجمل إسناد يقدمه الشارع لمسؤوليه. 

فإنّ كان سيادة المسؤول ذكيًا لاشك أنه سيدرك ذلك، وإذ لم يدرك عليه أن يدرك وليس أمامه بعدها سوى أن يحتوي مخاوف هؤلاء المتعبين أو يمضي بعيدًا في المكابرة ويدفع الضريبة كلها في نهاية المطاف..! 

 فالناس لم يعودوا مستعدين للسكوت مطولًا تجاه أدنى خلل يستشعرونه في نهج المسؤول وطريقته في إدارة شؤونهم، لقد تعبوا كثيرا إزاء ألاعيب السابقين وباتت حساسيتهم عالية إزاء كل قرار يتخذه المسؤولين الحاليين، وعلى المعنيين بالأمر أن يدركوا ذلك جيدا..!  

من الجيّد أيضا أن يتعامل المسؤول الأول في تعز، بنباهة وحسّ يقظ إزاء تلك الإشارات التي يرسلها المتظاهرين المخنوقين في مدينتهم اليوم، وقبلها من المهم أن يصغي إليهم بنفسه وألا يرهن سمعه للحاشية الجديدة التي تجتهد لتضع بينه وبين الناس حجاب غليظ من الأوهام.

يمكن اختصار المشكلة الإدارية في تعز بالأتي: محافظ المحافظة يمضي في نهج سياسي أحادي ويعزل نفسه بنفسه، ينسف مبدأ التوافق المعمول به في البلاد منذ 2012 ويغامر في خسران تيارات سياسية عريضة في المحافظة بدون مبرر مفهوم، وبالطبع، هذا الفشل في تقدير حساسية المرحلة سوف يفقده الإحتشاد الشعبي خلفه ويجعله يعمل في بيئة متملمة وبالنهاية لن يتمكن من تمرير شيء، فأنت في محافظة جماهيرها تنام بعيون مفتوحة وما من أحد يمكنه تجاوزها واللعب بمصيرها كيفما شاء..!  

ملاحظة: هناك من يتخطى الشعارات الواضحة للمتظاهرين ويذهب لمحاكمة نواياهم السرّية بهدف التشويش على الأهداف الجلية وشيطنة رموزها وتلك بالطبع هي المهمة التأريخية لأبواق البلاط التابعة للملوك وهي على كل حال مهمة خسيسة ومكشوفة للجميع..! 


Create Account



Log In Your Account