جريمة إعلان معركة الحديدة وجريمة إيقافها
الأربعاء 11 يوليو ,2018 الساعة: 03:00 صباحاً

إعلان معركة الحديدة دون الإستعداد الكافي: سياسيا وعسكريا وانسانيا، كان بمثابة جريمة تضاف الى سجل الخفة الإمارتية والى ملف انتهاكاتها وتلاعبها بمصير اليمنيين. 

إرتباك الشرعية والقوى السياسية في موضوع بهذا الحجم هو الآخر غير مبرر. وأظهر فصلا جديدا من التعاسة التي هي بمثابة برنامج للسياسة العامة. 

بعد إيقاف معركة الحديدة يمكننا تخيل حجم المأساة التي تصنعها الخفة. آلاف الأسر نزحت الى مناطق مختلفة دون أن يكون لديها أي إستعداد لذلك. وزاد الجماعة بعدن منعوا نازحي الحديدة من الدخول. هذا على الصعيد الإنساني. 

على الصعيد الاقتصادي آلاف العمال توقف نشاطهم وحرموا من مصادر دخلهم الاساسية، ويعلم الله كيف حالهم وحال أسرهم. 

على الصعيد العسكري, لو أن هناك شيء كان قد تحقق من وراء إعلان معركة الحديدة بذلك الشكل, فهو إظهار حجم التعقيدات داخل بنية الجيش. أو بالأصح أثبت هذا الإعلان اأن لا جيش حقيقي لدينا ولكن مجرد عصابات ومرتزقة ووحدات بلا قيادة ولا خطة ولا أحدا يعرف من المسئول عنها. 

شعبيا, كانت معركة الحديدة قد أعطت الإمارات شيكا على بياض خصوصا أنها تزامنت مع عودة هادي وما يوحي بوجود تفاهمات لحلحلة الملفات الشائكة. وجود توجه نحو تحرير الحديدة تحت قيادة الحكومة الشرعية كان كافيا لإصلاح المسارات الخاطئة. هكذا فهم الناس ومن هذا المنطلق تحمسوا، حتى أنهم كانوا مستعدين للتواطؤ مع طارق صالح طالما أنه سيشترك في خوض المعركة للتكفير عن تحالفه السابق مع الحوثي. لكن إيقاف المعركة أظهر أن الدوافع ليست نزيهة، وأثبت أن التوجس الذي كان يرافق الحماس لم يكن من فراغ. 

تقريبا الإمارات والجماعات المرتبطة بها باتت تستهلك كل فرصها وما يمكن له إسعافها لتصحيح المسارات الاجرامية بحق اليمنيين. 

الآن مثل ما كان إعلان معركة الحديدة بذلك الشكل جريمة, فإن إيقافها أيضا جريمة لا تقل فداحة. فالمعلومات تشير إلى أن الحوثيين أصبحوا يحفرون الخنادق ويبنون المتارس في كل شوارع المدينة، وكأن الهدف هو تدمير الحديدة بعد تعز. فلا ميناء يشفع لها ولا رغبة اليمنيين الجامحة في التخلص من جماعة الحوثي كافيا للتعامل مع الأمر بجدية.


Create Account



Log In Your Account