الحالة العربية الجديدة
الأربعاء 26 أبريل ,2023 الساعة: 05:56 مساءً

الحالة العربية بعد انفجار حرب السودان ستدخل مرحلة اللاعودة، بمعني الحديث عن الدولة المركزية والوحدة الصلبة أصبح من الماضي.
علينا أولا الإعتراف بحالة التفتت الحالية، والعمل على إيجاد صيغة سياسية تحول الوضع الحالي إلى قوة، بناء هوية سياسية جوهرها التعاون والإحترام والمصالح المشتركة، سيكون مدخل إيجابي نحو المستقبل.

لم تعد الدولة المركزية الصلبة قابلة للعيش، دولة يديرها الفساد والعسكر، تفتيت السلطة والثروة وإشراك الجميع في إدارة المحليات سيعزز مفهوم المواطنة، ويخفف من دائرة التخلف الاقتصادي والمعيشي.

دول العالم اليوم كلها دول فدرالية أو قل دول تنظم السلطات الداخلية، العالم العربي بحاجة إلى صيغة سياسية لها قوة الزامية كقوة الدين، تربط مصالح الناس وحياتهم وكرامتهم بالحرية والمساواة والشراكة المجتمعية.

لم يعد مقبول اليوم بعد هذه التضحيات العودة إلى الماضي، وإعادة انتاج رموزه وأدواته من شخوص ومؤسسات. 

هذا يستوجب تداعي فكري كبير، لمناقشة اسئلة جوهرية متعلقة بالهوية والمستقبل والجيش والسلطة والدين، لا ولوج إلى المستقبل الذي نتحدث عنه بدون نقاش فكري سياسي وفلسفي حول هذه القضايا، الإسقاط العام للمصطلحات سيقود إلى الفشل كما فشلت التجارب السياسية السابقة.

لا بد من وصفة تحمل البصمة الخاصة وتتفاعل مع البيئة والجغرافيا والتاريخ.

يجب أن نعترف أن القوة المالية والعسكرية للدول المتطفلة على المسرح السياسي اليوم تعبث بالمستقبل، ليس لديها هدف سوى تحول العرب إلى دول مجهرية، تتناسب مع طموحها في الهيمنة، فحولت المال الوفير إلى أداة للقتل عبر جيوش من المرتزقة، في المقابل نعترف أن مسيرتنا نحو الديمقراطية تعثرت وانتجت نخب فاسدة مستبدة، استولت على السلطة والثروة وحولت الشعوب إلى أكوام جائعة في أوطانها، أو لاجئة لدى غيرها، ولم يكن لها من إنجاز سوى وضع الدول في خانة أرقام التخلف العالمي في شتي المجالات، وتحولت إلى دول فاشلة.

إلى جانب ذلك نعترف بفشلنا كنخب ودول في التحول إلى الديمقراطية المنتجة، وظللنا نعيش في الظل تحت مسميات لا تفارق العالم المتخلف.


Create Account



Log In Your Account