المقبرة السعيدة وتوطين الخراب!
السبت 29 أكتوبر ,2022 الساعة: 10:05 مساءً

ا تزال النخب والأحزاب والقوى تعكف على تقييم ودراسة تجربة إخراج اليمنمن التخلف الى التقدم وكيفية إلتفاف القوى حول هدف واحد. 

وحده المواطن البسيط أدرك أنه منذ عقد يعيش في يمن غير اليمن الذي عرفه وأننا جميعا في الطريق لنفقده للأبد
فالجميع حقق أهدافه بالوطن بأقل كلفه بينما اكتفت النخب اليمنية  بالمشاركة (بالوطن والمواطن) ثم بعد ذلك مارست كل الفظائع ضد بعضها (فأصبحت هناك بلدان كثيرة في هذا الوطن وأوطان لكل منها عاصمة ومركز وقوة وشعب لكن ما تكرس هو انشطارات البلد وتفككه ). 

اتسم موقفها تجاه ذلك بالغموض، وكان كلامها أشبه بطلاسم وبنظريات صعبة المراس وسرعان ما أصبحت هي الأخرى أزواجا ثلاثا في أوطان ثلاثة. فشهد الوطن الاستثمار بالضياع الفكري وتوطين الخراب وتمدين الموت.
اهلكتنا سياسة النكاية ودمرتنا بوتيرة متسارعة وجرفت كل شيء واستبدلته بالذي هو أدنى. 

في ذلك التمدين والتنمية والاستثمار الهجين بنسخته العربية المتميزة تحدث أحد المفكرين :
إنه ذات يوم قرر الاخوة الاعداء إعادة بناء الاقتصاد الذي تدمر نتيجة الصراع فطلبوا المساعدة من دول عدة فجاءت النصيحة  واحدة :
نجاح اي إقتصاد حقيقي يجب ان يبدأ بالجانب العسكري وتوطين ثقافة المسدس والكلاشنكوف اللازمين للنهوض بالوطن والرقي بالمواطن. 

تم تنفيذ ذلك لاجل تحقيق التطوير والتقدم وبدأت الصناعات المصاحبة لها تؤتي أكلها وبدأت عجلة اقتصاد الموت بالدوران! 

-  نشطت تجارة السلاح من مستوردين ومصدرين وتجارة حتى إكسسوارات السلاح من لواصق وأحزمة حاملة للسلاح الى الأغلفة الحافظة حققت رواجا وعائدا كبيرا. 

- تقدم الوضع لشركات الصيانة وصناعة الدروع الواقية للإنسان الى تدريع السيارات. 

- انتشرت نقابات جديدة،  نقابة الانتحارين ونقابة الضحايا العشوائيين،  ونقابة الطفل المقاتل، ونقابة المعاقين وأيضا مكاتب الحانوتية وأصبحت هذه النقابات من أهم جماعات الضغط وواضعي الاستراتيجية الوطنية. 

- ورغم إصابة الدول الناصحة بالعجز نتيجة تغيرات اقليمية ودولية ووفاء بتعهداتها بالمساعدة فبدأت بالاستثمار بالطلاب والشباب ودعمهم للقتال، ومحاولة افتتاح مكاتب لجلب واستقدام العاملات لرفد الاقتصاد ولدعم تمكين المرأة!
كما صدرت التوجيهات باعطائنا الاولوية بتصدير السلع المنتهية فكريا وصناعيا! 

- التطور بالتعليم العالي وتصدير الكادر للخارج وخصخصته وكذلك الجانب التعليمي الأساسي شهد نشاطا وحراكا دفع الأسر بالتقدم وطلب تكثيف حصص تدريب الطلاب على القنص والإختفاء والترصد لتصبح عشر حصص بالاسبوع! 

تطور الجانب العقائدي من النظري الى العملي وخروج علامات يوم القيامة وتجسد ذلك بجانبين: 

- الجانب الاول  الاستعداد ليوم الآزفة باعداد رجال يوم القيامة!
- الجانب الثاني خروج اكثر من مهدي منتظر (عسكريين ومدنيين وقطاع نسائي) على طريقة أكثر من رئيس، أكثر من حكومة أكثر من سلطة وتمثيل كافة الشرائح (من كل زوجين اثنيين). 

بعد مرور أكثر من عقد من الزمن تم الاستعانة لتقييم التجربة من خبراء دوليين ومشايخ معروفين بالحياد للتأكد من صحة سير التنمية فكان الاتي : 

اولا:
- أشادوا بالتقدم الكبير الذي فاق التوقع وان اليمن بالفعل قد حققت النجاح في امتحان الموت !

ثانيا:
النخب اليمنية كانت بيت الخبرة بالإبتكار فتقرحت عقلية النخب بوضع اكياس من الثلج على رؤس الشعب لتخفيض درجة الحرارة وقيام الدول الناصحة بصرف السلل الغذائية ككمادات! 

بعد مرور أكثر من عقد من الزمن آن الاوان ان نكفر عن خطئنا وجهلنا بحق الوطن، وكما حققتنا النجاح في امتحان الموت، تستطيع النخب والقوى ان تنجح بامتحان الحياة وقد حان ذلك، فالزمن لايرحم الأشياء التي لا تتم في ابانها ووقتها. 


Create Account



Log In Your Account