لا يزال المجتمع مغيبا
الإثنين 11 يونيو ,2018 الساعة: 04:17 مساءً


من أول لحظة تحدث الرفيق معن دماج عن ضرورة أن تحقق المقاومة استقلالها الذاتي عن تحالف السعودية وعن دولة هادي.
في وقت لاحق وبالتدريج سيفهم البعض أهمية مثل هذا الأمر.

قبل أن تقصف السعودية هدفا مدنيا واحدا، وقبل أن يظهر قبح الامارات في الجنوب ومناطق أخرى, وفي كل الأحوال, كان من الطبيعي أن تتجه الأنظار باتجاه المجتمع, ليس لأن للتحالف أجندته الخاصة, وليس لأن هادي ورجالات دولته سيبقى أداؤهم على الأغلب, مخزيا وباعث على الإحباط, ولكن لأنه لا يوجد نصر بأي معنى من المعاني لا يكون (الشعب, الناس, المجتمع) هم من صنعوه دون إرتهان لأي طرف داخلي أو خارجي.

هناك أطراف ركنت على التحالف وتباهت بفارق القوة, وبدأت تنفش ريشها مستفيدة من الدعم الذي يصل اليها، حتى أنها بدأت بتصفية حسابات الفترة الانتقالية بحقارة لا مثيل لها.

هناك من أعتبر الحرب فرصة للكسب والإبتزاز.

وهناك من إنطوى ولم يخطر بباله أن ميدان العمل الحقيقي لا يزال شاغرا.

اليوم وقد اتضحت الصورة بما يكفي ليشعر البعض بالخديعة، سوف يطفو على السطح ذلك النواح الغبي وكأن الدرس لم يكن كافيا لمعرفة مصدر القوة الحقيقي, من يمكنه حل أكثر المعادلات تعقيدا: لا يزال المجتمع مغيبا.

فقط لتعرفوا: ما يحدث اليوم من تناقضات صارخة، وصراعات أصبحت تتجاوز المنطقة العربية، كل هذا كان سببه أن الناس ثارت وفرضت نفسها وأبكت كل المخططات.

كل ما يحدث اليوم هو يحدث بناء على فرضية صحيحة تقول أن الجماهير التي ثارت لم تسلم بعد, بالرغم من الحرب والإرهاب, وبالرغم من بؤس السياسي والمثقف.

تحدث معن من وقت مبكر ليس فقط عن ضرورة تحقيق مثل هذا الإستقلال عن التحالف وسلطة هادي, ولكن أيضا عن ضرورة تنظيم المجتمع واقامة سلطة شعبية في الأحياء والقرى منتخبة بطريقة ديمقراطية, وهذا أمر آخر لن نفهمه الا بعد ان يسيطر آخر متطرف وآخر بلطجي على آخر مساحة كانت تتواجد فيها الدولة, وإدارة مصالح الناس بالإرهاب والنهب والتخريب.

عندما اندلعت الحرب, كنت قد عدت من جديد للاهتمام بالسياسة بعد شبه قطيعة, وكان الجميع قد توزع على معسكرين بطريقة ساذجة. وكان هناك معن، من يتحدث بطريقة مختلفة.

كان هناك أيضا منشورات مروان كامل التي لم تتوقف عن مهاجمة الحوثي وصالح, والقول أن السعودية في أحسن الأحوال لا يمكن أن تحمل الخلاص لهذا الشعب.


Create Account



Log In Your Account