شهادة
السبت 09 يونيو ,2018 الساعة: 02:37 مساءً

قبل هذه الحرب, برغم أنني كنت أقيم داخل عالم مغلق محصور على الأدب وقراءة الأدب, كنت أعرف ما نحن ذاهبون إليه. كنت أعتقد أن الوضع القائم حينها لا يعطي الناس دافعا لمواجهة الأخطار المحدقة.

(لا تنسوا التسوية المختلة, مأساة الجرحى, الفساد, الخدمات البائسة, الجرائم الإرهابية, وقبل ذلك التنكر للثورة وجماهيرها).

القائمون على ذلك الوضع المزري، كانوا قد فشلوا في كل شيء، بما في ذلك مصارحة الناس بحقيقة ما يجري، كأقل واجب أو كشيء أخير متاح يمكنهم القيام به.

حتى الآن لم يخبرنا أحدهم مثلا من الذي كان يقف خلف العمليات الارهابية؟
بينما الدكتور محمد المخلافي يبدو هو الوحيد من بين كل السياسين من أصبح يدرك دور تخريب أعمدة الكهرباء في مأرب, في إيصال الناس الى ذلك المزاج المتواطئ.

طبيعة الناس أنها لا تدافع الا عما تعتقد أنه يحقق مصالحها أو عندما يكون هناك ما يهددها بشكل مباشر، ولم يكن لها مصلحة حقيقية في الدفاع عن ذلك الوضع الذي كانت عليه صنعاء قبل دخول الحوثين. لكن عندما أنهار كل شيء، أصبح كل شيء يخص الجميع وليس فئة محددة، لهذا تشكلت مقاومة شعبية سريعة وتلاشت كل الحسابات الصغيرة. بالطبع حزب كالإصلاح لم يطرح على نفسه سؤالا من قبيل: كيف أن الناس تركته يواجه مصيره من عمران وحتى صنعاء وعندما أنهار كل شيء كيف أنها قبلت أن تحارب تحت قيادة أعضائه؟
ألا يبعث هذا على الحيرة؟

أعرف عسكريين لم يكن قتالهم في بداية هذه الحرب، تحت قيادة مدرسين اصلاحيين، يثير أي إشكال لديهم. لكن الأمر أصبح يثير الحقد عندما ترقى المدرسين وأصبحوا عقداء بينما هؤلاء العسكريين سقطت أسماؤهم من كشوفات الراتب.

في الأوقات العادية تميل الناس الى مجاملة صاحب السلطة. وعندما تبدأ السلطة في الترنح من الطبيعي أن يتواطأ الناس ضدها. لكن عندما تسقط ويكتشف الناس أن البديل أسوأ بما لا يقارن وأن الأمر أصبح يمسهم، يتخلق لديهم ذلك الإستعداد للقتال تحت راية الشيطان إن تطلب الأمر، من أجل مواجهة الوضع الطارئ، ويكون لديهم إعتقاد أن هذا يكفي لتحقيق النصر وإعادة بناء وضع جديد يتجاوز كل الإخفاقات السابقة، كما كنا نعتقد عندما كنا في ميادين وساحات الثورة.

لا احب الأسقاطات الميكانيكية على المراحل، لكني أحببت أن أدلي بشهادتي، علها تنقذ البعض من بعض الحيرة.


Create Account



Log In Your Account