النزوح والضباع العابرة..!
السبت 09 يونيو ,2018 الساعة: 02:52 صباحاً

أحد النازحين للعاصمة المؤقتة عدن وهو يستعرض الطريق الوعر كي يسافر من إحدى المحافطات الشمالية الى عدن ليستعيد راتبه المفقود ، يقول أن أحد أهم العوائق التي تواجههم أثناء التنقل هو نقاط الحزام الأمني في الضالع ويردف : أن ممارسات أشبة بقطاعين الطرق يتعرضون لها أحيانا يؤخذ منهم كل شيء ويعيدوهم من نفس الطريق التي جاءوا منها.
ومع الفاظ وشتم واعتداءات تطال حتى العوائل ، يقول الشاهد: الواحد يكره النزوح والهروب من مليشيات إنقلابية طائفية متوحشة ليجد نفسه في قبضة مليشيات مناطقية عنصرية تحمل ذات التوحش وربما أقسى وخاصة فيما يتعلق بسوء التعامل مع العوائل وهو الأمر الذي لا يحدث مع نقاط مليشيات الحوثي حينما يجدون عوائل يتعاملون باحترام تام ويمروا بسلام.
وباعتقادي أن من يمارسون تصرفات قطاع الطرق واستعراض القوة أمام العابرين من إخوانهم في الإنسانية هم عبارة عن جموع يريدهم المخرج أن يدفعوا الثمن لاحقاً..
استغل قضيتهم الفاعل الإقليمي واستثمرها لصالح أهدافه المنتهكة للسيادة وقانون الإنسان الناهب لثروات الوطن المريض.
يريد تحويل قضيتهم لحدث عابر أمام ما سيصنعوه من أحداث تجعلهم في نظر القانون الدولي مجرمين حرب ليقضي عليهم وعلى قضيتهم.
سيجدون أنفسهم مجرد ضحايا لفخ أعد للمستقبل سينفجر في نفسه اذا لم يتم تفجيره على منصات الوطن.
للأسف مثل ما صنع الحوثي في كل اليمن وفقد قضيته المصطنعة أصلاً، وسط غياب صوت العقل، يصنع من تدعمهم الإمارات في الجنوب عداوات مع كل اليمن جنوبا وشرقا وغربا وشمالا..
كما اختارت الإمارات دعم حوثيين مران لاقتحام شمال اليمن فقط وحاربتهم عندما اقتحوا الجنوب حينما خالفوا .
إحدى أهم أهدافهم في اليمن، صنعت ذات الدولة مليشيات لها في الجنوب خارج نطاق الدولة لتنفيذ خطتها وإشغالهم بصراعات بينية داخل البيت الجنوبي.
تحت مسمى الحزام الأمني تواجدوا في حضرموت وأبين وشبوه ولحج لتعزيز المناطقية التي ستلتهمهم ذات يوم وسيكونون الضحية لمشروع مناطقي بغيض.
حتى وإن التزموا بخط الإمارات في البقاء داخل المناطق الجنوبية إلا أن تصرفاتهم مع المسافرين المتنقلين من المحافظات الشمالية تعطي ذات الطابع الذي أصبح بمكنون المواطن في عمق المناطق الجنوبية من بغض وحقد يتنامى كل يوم ولا يمكنه البقاء طي الصمت والكتمان الفعلي، لأن لكل فعل ردة فعل..
ذهبوا بهم للمهرة لذات الغرض وصنعوا منهم أسلاك شائكة تؤذي الناس في مداخلها ومخارجها.
في تاريخ الحروب والإضطرابات منذ الأزل يأتي لها نهاية وليس هناك حروب يتساقط ضحاياها منذ ألف سنة أو مائة سنة الا حينما تتجدد هذه الحروب وتحت مسمياتها الآنية.
ومصير هؤلاء إما يحالون لعدالة القضاء وعقاب القانون في أفضل الأحوال أو يصبحون ضحية لثارات في حال لم تذهب الأوضاع سريعا لسيطرة الدولة.
لذا تواجد الدولة مهم بالنسبة لهم وللشعب كي تؤول الأمور وتعالج بشكل أفضل حينما تأخذ العدالة مجراها.
وهم بتمسكهم بنفس الأسلوب البربري سيجدون أنفسهم تحت غضب وردة فعل من اعتدوا عليهم في الأمس.
ما يجب عليهم أن يؤمنوا به جيداً أن من يدعمهم اليوم سيتخلى عنهم غدا، و حتى أن لم يدفعوا الثمن سيدفعها أجيالهم ومن غير المجدي لإنسان عاقل أن يعيش حياة ذليلة وتحت رحمة خصمة حينما تتبدل الدول وتلك الأيام نداولها بين الناس.
إبحثوا عن الدولة أيها الغلمان كي تعيشوا في كنفها تحت حكم القضاء آمنين، فإن اعتقادكم ببقا ئكم ضباع الدهر مجرد وهم سوف ينتهي ذات مساء وتنقطع الطرق أمامكم ولن تجدون ملجأ أو متكأ يعصمكم من قبح فعالكم لأنكم حدث عابر وسينتهي، فقط انظروا لأسود الأمس كيف أصبحوا جثثا هامدة.


Create Account



Log In Your Account