الشعور بالخزي .. عن بلد أصيبت هويته في مقتل
الأربعاء 08 يونيو ,2022 الساعة: 05:20 مساءً

يشعر المرء بالخزي وهو يشاهد الاحتفاء بهذا الطفل والتعاطف معه بهذه الطريقة المعبرة عن فقدان المنطق والشعور بالنقص، لدرجة أن أحدهم طالب بنقله من اليمن إلى السويد على وجه السرعة.
ومن مزاعم أصل العرب إلى ادعاء أننا أصل العالم، والعشاء قرع، لكن للأسف.. القرع من أفضل الأطعمة، وفوائدة كبيرة، وأغلب اليمنيين لا يحصلون عليه.
لا يمكن تصديق هذا الهوس الجماعي الذي رافق انتشار صورة الطفل بائع الخوخ، والذي قيل إنه يحمل ملامح أوروبية، سوى أن هذا المجتمع تعرض لهزائم كبيرة وأصيبت هويته في مقتل.
بالتأكيد هناك تعاطف مجتمعي غالبا مع الأطفال المشردين والباعة المتجولين؛ لكن عند اكتشاف أن لأحدهم ملامح قيل إنها أوروبية؛ يكون التعاطف مضاعفا، وكأن الجميع يردد نفس الكلمات التي قالها ذلك المراسل التلفزيوني عن النازحين الأوكرانيين الذين يشبهون قومه وليسوا من الهاربين من جحيم الصراعات في الشرق الأوسط، وبالتالي يستحقون اهتماما وتعاطفا كبيرين.
هذا الطفل ابن هذه البلد الممزقة بالحرب والميليشيات الطائفية، وينتمي إلى هويتها، وهو مثل أغلب أطفالها محروم من أهم وأبسط حقوقه.
إذا لم تعلمنا كل هذه السنوات القاسية كيف نفهم مشاكلنا ونتعاطى مع أزماتنا؛ فما الذي يمكن أن يعلمنا أكثر.
كان يمكن التعامل مع هذه الصورة بمنطق آخر، طفل جميل، وكل طفل جميل بالضرورة، يبيع الخوخ عوض أن يحظى برعاية والديه.

*نقلا عن صفحة الكاتب على فيسبوك


Create Account



Log In Your Account