يقضي معظم الوقت خارج المحافظة... ما سر الحراك المفاجئ لمحافظ تعز؟
الجمعة 20 مايو ,2022 الساعة: 08:42 مساءً
الحرف 28 - خاص

أثار التحرك المفاجئ  لمحافظ تعز نبيل شمسان، استغراب الكثير من أبناء المحافظة الذين اعتادوا على غياب الرجل عن مكتبه وعن المحافظة، معظم الوقت منذ تعيينه أواخر 2018. 

ولاحظ أبناء المحافظة خلال الاسابيع القليلة الماضية ، وتحديدا بعد إجازةعيد الفطر المحافظ شمسان يتحرك على غير عادته، حيث يحاول الظهور في صورة وضع حجر اساس لبعض المشاريع الممولة حكوميا أو من  الصندوق السعودي، وزار عددا من المرافق الحكومية كما أصدر قرارات قضت بإيقاف مسؤولين بالمحافظة على خلفية تقصير وتجاوزات في أداء المهام. 

كثير من المتابعين والناشطين الاعلاميين اعتبروا تحرك ونشاط المحافظ بأنه حركة مقصودة من الاخير تهدف إلى إقناع المجلس الرئاسي بإبقائه في منصبه، خصوصا في ظل الحديث عن اعتزام المجلس إجراء تغييرات واسعة في الجهاز الاداري للدولة بما في ذلك تغيير محافظي بعض المحافظات وعلى وجه الخصوص تعز. 

وفاجأ المحافظ المتابعين باتخاذ قرارات بتحويل تقارير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة بشان مخالفات بعض مدراء عموم المكاتب الحكومية الى النيابة، بينما تقول المعلومات أن هذه التقارير ظل المحافظ محتفظا ببعضها  منذ عامين 
على الأقل ولم يتخذ بشأنها قرارات رغم ثبوت فساد العديد من المدراء. 

وطبق بعض المعلومات فقد تجنب المحافظ إحالة ملف مدير مكتب الصحة راجح المليكي الى النيابة بسبب قرابته من رئيس الوزراء معين عبدالملك رغم وقائع الفساد المشهودة ابرزها التلاعب بشهادات وروابط  التلقيح الخاصة بكورونا وجرى تداول تسجيلات  موثقة على منصات التواصل الإجتماعي.

وكان المحافظ يقيم بشكل شبه دائم في العاصمة المصرية القاهرة وكان موجودا فيها حتى نهاية رمضان الفائت. 

وقالت مصادر وثيقة الإطلاع إن المحافظ لم يكن ينوي العودة، لكنه تلقى أوامر صارمة من رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي بضرورة العودة للعمل من المحافظة. 

المصادر أضافت أن شمسان يشعر أن العليمي غير راض عنه، ولذلك يحاول يحاول من خلال نشاطه الاخير الإبقاء على منصبه. 

وفور عودته باشر المحافظ إصدار قرارات باعادة توزيع مهام وكلاء المحافظة، مطيحا بالوكيل عارف جامل من مديريات المدينة التي توفر إيرادات مالية كبيرة والاحتفاظ بها تحت اشرافه المباشر وسط صراع خفي على موارد المحافظة بين مسؤولي المحافظة التنفيذيين. 

وتخصص الحكومة مبلغ ١٠٠ مليون ريال شهريا لقيادة المحافظة ويستلمها المحافظ بشكل مباشر بدون دورة مستندية ولا تمر عبر مكتب المالية بالمحافظة بتواطوء من رئيس الحكومة معين عبدالملك. 

ووجهت اتهامات للمحافظ بالاستحواذ الشخصي على تلك الأموال، وتقدر ب٣ مليار ريال منذ تعيينه، وطالما رفعت المطالبات باقالته مع قيادات مدنية وعسكرية وأمنية. 

ويحاول شمسان منذ أسابيع تحسين صورته في الاوساط الشعبية بالمحافظة مخالفة  لتلك التي ظهر عليها طيلة  اكثر من ٣ سنوات.

لكن  تحركاته الأخيرة لم تحض بثقة الشارع التعزي، الذي شاهد الرجل الاول في المحافظة يقضي معظم وقته متنقلا بين عدن والقاهرة ودول ومدن أخرى، في الوقت الذي كانت تعز تعيش أوضاعا معيشة وأمنية صعبة، إلى جانب الحاجة لاستكمال تحرير المحافظة من الحوثيين. 

وقال رسام الكاريكاتير الساخر رشاد السامعي إنه غير متفائل بتحركات الرجل، حتى يتم استحقاقات عاجلو للمدينة على  الارض. 

وفي مقدمة هذه الاستحقاقات بحسب تغريدة السامعي التي نشرها على تويتر" تشغيل محطة عصيفرة الكهربائية، وعودة مشروع المياه إلى المنازل وسفلتة طريق تعز - التربة" 

كما طالب آخرون بتحركات حقيقية على ملفات الفساد والنظافة والأمن، فضلا عن الشفافية في ايرادات ومصروفات قيادة المحافظة. 

وأوخر 2018،أصدر الرئيس السابق عبدربه منصور هادي، قرارا بتعيين نبيل شمسان محافظا لتعز، خلفا لأمين محمود الذي كان حاضرا بالمحافظة بقراراته وتحركاته ولكنها تحركات وقرارات كانت تثير الكثير من الجدل، خصوصا ما يتعلق بالوضع الامني وإشراكه جماعات مسلحة في حملات أمنية تلاحق مطلوبين أمنيا ينتمون للجماعات ذاتها، زادت من تعقيد الأوضاع وقتها.


Create Account



Log In Your Account