"الجمهورية العربية اليمنية " في صورتين لاتفاقية مع السعودية تثير جدلا .. ما حقيقة الصورة التي نشرها السفير السعودي؟
الثلاثاء 17 مايو ,2022 الساعة: 01:44 صباحاً
الحرف28 - خاص

أثارت صورتان لمراسيم توقيع اتفاقية تمديد الوديعة ‎السعودية مع البنك المركزي اليمني، جدلا  واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي الصورتين اللتين نشرتا كخلفية لتوقيع اتفاقية تمديد الوديعة السعودية اليوم الإثنين في الرياض ظهر اسم "الجمهورية العربية اليمنية" في اللافتة التوضيحية للاتفاقية.

وأشعلت الصورة جدلا كبيرا على منصات التواصل الإجتماعي، فقد اتهم صحفيون وكتاب وناشطون السعودية بالعمل على تقسيم اليمن، وتعمد استدعاء مسمى اليمن الشمالي قبل الوحدة عام 90، بينما قال آخرون إن الصورة مفبركة.

ونشر السفير السعودي محمد آل جابر تغريدة على حسابه على تويتر للصورة نفسها ويبدو فيها اسم "الجمهورية اليمنية" على اللافتة لكنه باهت.


وسارع البنك المركزي إلى حذف الصورتين السابقتين اللتين تظهران العبارة الرئيسية باسم " الجمهورية العربية اليمنية " واستبدلهما بصور أخرى هي نفس الصور التي استخدمها السفير السعودي.

وتابع موقع الحرف 28 خبر التوقيع على الاتفاقية في الموقع الرسمي للبنك المركزي اليمني على الويب، وفي صفحته الرسمية على فيسبوك وهما مرفقان بالصور الأصلية التي تحمل اسم " الحمهورية العربية اليمنية " ووثقهما قبل أن يتم استبدال الصور بتلك التي نشرها السفير السعودي.

وبالإضافة الى التوثيق قام الحرف 28 باستخدام أداة فحص الصور، فتبين أن الصور التي يظهر فيها اسم "الجمهورية اليمنية" ونشرها السفير السعودي في اليمن محمد آل جابر على حسابه مفبركة وخضعت لتعديلات واضحة تظهر ببساطة من خلال محاولة تعديل النصوص عبر برنامج الفوتوشوب  ما أثر على دقة الصورة الأصلية.


صورة توضح أنه تم التلاعب بالنص في اللافتة - الحرف28

وأمس الاثنين وقّع محافظ البنك المركزي أحمد غالب مع مساعد وزير المالية عبدالعزيز الرشيد على اتفاقية تمديد الوديعة السعودية السابقة وتحويل الدفعة الأخيرة منها والبالغة 174 مليون دولار الى حساب البنك المركزي اليمني.

وأثارت الصور تساؤلات حول دلالة ورود اسم "الجمهورية العربية اليمنية" وما إذا كانت تلك التسمية متعمدة أم أنها خطأ مطبعي.

الكاتب الصحفي جمال حسن، قال في تغريدات عبر تويتر إن "‏السفير السعودي نشر صورة مزيفة لمحو تعريف اليمن خلال الفعالية بالجمهورية العربية اليمنية وهو انتهاك واضح".

وأضاف "يتضح الفبركة في الإضاءة وطريقة وضع السطر الأول الذي يتم اقتطاع كلمة منه وهي العربية، وبالتالي ظهر قصيرا ومختلا حيث ينبغي أن يكون السطر الثاني أقصر من الجهتين وبنفس المسافة".

واتهم حسن ‏السعودية بأنها "تتعمد تعريف اليمن بالمسمى القديم للشمال، الجمهورية العربية اليمنية".

وقال "هذا يعني أن السعودية تتحدث عن بلد غير موجود، وتعمل على صناعته في سياق الحرب التي تتبناها".


أما الصحفي يوسف عجلان، فعلق قائلا: "‏محاولة تافهة للتخفيف من غضب الشارع اليمني بعمل فوتوشوب على الصورة التي كانت تحمل عنوان الجمهورية العربية اليمنية إلى الجمهورية اليمنية".

وأضاف عبر تويتر "نحن أمام خطوة حقيقية تقودها السعودية لتقسيم اليمن. ولا جدال في ذلك".

وتساءل الصحفي كمال السلامي قائلًا: "‏هل كانت زلّة غير مقصودة هذه التسمية "الجمهورية العربية اليمنية"، أم أنها وردت في سياق جسّ النبض".

وأضاف في تغريدة عبر حسابه في تويتر: "الغريب حال المسؤولين اليمنيين، يفترض أن يعترضوا ويطلبوا تصحيح العبارة قبل الجلوس على الطاولة".

فريق آخر كان لهم رأي آخر، إذ كذبوا حقيقة الصورة التي يظهر فيها "الجمهورية العربية اليمنية" ووصفوها أيضًا بالمفبركة.

وكتب رياض الدبعي ‏عبر حسابه في تويتر: "هذه هي الصورة الأصلية يا فهد. بس أصحابنا اليمنيين مجتمع إشاعة". وكان يعلق على الكاتب الصحفي فهد سلطان الذي كتب تغريدة مقتضبة على حسابه بتويتر مرفقة بالصورة الاصلية" الوديعة السعودية بثمنها ".

أما الصحفي غمدان اليوسفي، الذي كان عضوا في مشاورات الرياض الأخيرة،  فقد اعتبر ما جرى في سياق الخطأ وقال إن "‏الجمهورية العربية اليمنية اسم ارتسم في أذهان الشعوب العربية طوال 3 عقود من المد الإعلامي القومي العربي، وفي ظل ضخ إعلامي مواجه للكهنوت الإمامي".

وأضاف عبر تويتر: "أن يخطئ أحد في كتابته فهذا لأنه ظل راسخا في الذهن العربي وليس نقيصة".

وتابع: "التقسيم ليس بخطأ في إسم، إنه خيار أمة وليس فرد أو عصابة أو قرار خارجي".

لكن  اليوسفي عاد ودافع عن الصورة التي نشرها السفير ردا على الكاتب الصحفي جمال حسن وقال "‏‎شوف الكلام تحت المنصة واجمال لتكونش مثلهم" في اشارة الى الذين انتقدوا السلوك السعودي.

ويواجه التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات اتهامات، منذ بداية الحرب، بانتهاج سياسات تقوم على تكوين المليشيات المسلحة ودعم المكونات الداعية للعودة الى الدولتين الشطريتين  قبل عام 1990 على حساب الشرعية ومؤسسات الدولة اليمنية التي يزعم انه جاء لمساندتها،  متناغما مع سياسات مليشيا الحوثي التي تقوم بإجراءات انفصالية على الأرض بدعم من إيران..


Create Account



Log In Your Account