الصراع في تعز
الثلاثاء 05 يونيو ,2018 الساعة: 10:03 مساءً

الصراع في تعز ليس بين الإصلاح والإمارات، ولا بين الإمارات والإصلاح، هذا التوصيف الذي يردده البعض عن الفوضى في المدينة، هو توصيف مشبوه يظلل الناس عن جوهر المشكلة، ويوفر غطاءً قذرا للجرائم الحاصلة فيها، الصراع في تعز بتعريفه العام هو بين الإمارات وأصابعها من جهة وبين مشروع الدولة ككل من جهة أخرى، بين ملايين المواطنين الباحثين عن الاستقرار وبين دولة طائشة لديها أذرع في المدينة وتعمل بكل السبل؛ لإشاعة الفوضى فيها وإعاقة خلاصها..!

أسوأ من الجرائم في تعز هو محاولة تشويش حقيقتها وتمييع جوهر المشكلة، كالقول بأن ما يجري في المدينة هو صراع بين الإمارات وأدواتها من جهة وبين الإصلاح من جهة أخرى، هذا توصيف خاطيء ومغرض لحقيقة الصراع داخل المدينة، هذا القول يُعد تحريفًا متعمدًا لوجه الفوضى، فما لم نحدد جوهر الصراع والأطراف المتورطة فيه، فسوف تطول المعمعة، ولن تجدي الحلول القبلية لوقف مسلسل العبث في المدينة، وما دمنا نستجدي التهدئة من الأطراف المتورطة بالجرائم ولا نكشر في وجهها أنياب القوة والقانون؛ فلن تجدي الحملات الأمنية وسوف يستمر الحال كما هو ونشهد مسلسل متجدد ودائم من الإغتيالات وبهذا تطول المحنة إلى ما لا نهاية..!

خلايا الإغتيالات لم تأتِ من المريخ، غالبية عناصرها من داخل الجيش نفسه، وهناك فصيل مسلح يرعاها ويوفر لها الحماية، وفي حالات يمارس دورها بنفسه، وبديهيا، فهذا الفصيل لا يتحرك من تلقاء ذاته، لا بدّ أن جهة ما هي تموله وترعاه، وهي ذات الجهة التي تدير الإغتيالات في عدن، فقط هناك تمارس الدور بنفسها، وفي تعز يتولى وكلاءها القيام بالمهمة. باختصار : الإمارات هي أم اللعنات جميعها، وما لم يحسم الجميع مواقفهم تجاه أصابعها في المدينة؛ فاللعنة سوف تتمدد وتواصل نموها ولن ينجو منها أحد..!

ما إن فشلت الإمارات في فرض وصايتها كليا على تعز؛ أوعزت لأدواتها بالشروع في مخطط الفوضى، وكما هو الحال كلّ مرة، فالمبرر جاهز، وشماعة الإصلاح ما زالت صالحة للإستهلاك، والمؤسف أن مثل هذا الخطاب ما زال يتلقى قبولًا من رفقاء النضال، وسرعان ما تراهم يتخلون عن دورهم في الوقوف ضد المهزلة؛ بحجة أن الصراع لا يخصهم، وهذا ما يمنح عناصر الفوضى مساحة أكبر للمناورة، وتلك لعنة ثانية لا تقل فداحة عن لعنة العصابات..!

 

*نقلاً عن صفحة الكاتب على فيسبوك


Create Account



Log In Your Account