خوارج وملاحدة
الأربعاء 11 مايو ,2022 الساعة: 10:11 مساءً

''أنا مسلمة، واحترامًا لتونس ولمشاعر المسلمين والعرب الذين يتابعونني رفضت رفع زجاجة الخمر".

تابعت على مواقع التواصل حملة تنمر شارك فيها متدينون وملاحدة جنبًا إلى جنب للسخرية من الموقف الرائع للبطلة التونسية أُنس جابر عند رفضها رفع زجاجة الخمر لحظة تتويجها ببطولة مدريد للتنس احترامًا لهويتها الإسلامية ولبلادها ومشاعر المسلمين. ويبدو أن هذا الوقف العظيم أزعج طرفين متطرفين: الأول لديه ميل باطني للمعتقد الخوارجي في تكفير مرتكبي الأخطاء بل يتجاوز رأي الخوارج  فلا يفرق بين الكبائر ولا الصغائر رغم انتسابه الظاهري لأهل السنة والجماعة، مع ملاحظة أن هذا الميل  للمعتقد الخوارجي لا يظهر إلا عندما تتعلق هذه المخالفات بقضايا المرأة وملابسها فمعظم أصحاب هذا الميل الخوارجي لا يرون مانعًا من اجتماع الإسلام مع كبائر القتل وشهادة الزور وغيرها، مما يؤكد أن هذا التمثل الباطني لموقف الخوارج والمعتزلة مرتبطُ بثقافة المحافظة القبلية ولا علاقة له بعلوم الفقه والعقيدة، و متأثر بردة الفعل من الصدمة الحضارية الغربية وتأثيراتها، والطرف الثاني هم المنسلخون عن هويتهم الإسلامية الذين استفزهم هذا الموقف، أو ربما أشعر بعضهم بتأنيب داخلي، والطرفان يستبطنان احتكارين: احتكار  الدين و احتكار الحداثة، ويستكثران اعتزاز امرأة بهويتها الإسلامية رغم عدم التزامها بتكاليف الملابس الشرعية، و يجهلان أو يتجاهلان القاعدة التي تنص على أن " " ما لا يدرك كله لا يترك جله" أو "قله" -حسب تصحيح علي الطنطاوي- وأن المسلم مطالب بأن يتقي الله ما استطاع والاستطاعة تختلف باختلاف الثقافات والبيئات وظروف العمل وغير ذلك.

وعمومًا للبطلة التونسية أٌنس جابر كل التقدير والاعتزاز والاحترام على هذا الموقف المشرف.

ومبارك لها ولتونس فوز أنس ببطولة التنس- أعجبني تجانس الحروف في كلمات أنس وتونس والتنس -

وعلى فكرة اسم البطلة "أنس" بضم الألف من الأنس والبهجة وليس بفتح الألف كما تصورت أول مرة قبل أن تنبهني لهذا الخطأ زميلة تونسية عزيزة.

 

-------

نقلا عن صفحته على فيسبوك


Create Account



Log In Your Account