الفشل السعودي .. هل من تدارك ؟
الإثنين 07 مارس ,2022 الساعة: 02:55 صباحاً

فشل الأشقاء في المملكة العربية السعودية في مواكبة أحداث اليمن منذ سقوط العاصمة اليمنية صنعاء بيد مليشيات الحوثي الإجرامية،  الحليف الاستراتيجي لإيران، وفقدت أمنها القومي والاستراتيجي نتيجة لتلك القراءة الخاطئة في ترتيب الأولويات لها.

فمن غير المعقول أن مخابرات دولة قوية ومحورية كالسعودية، ظلت تترقب تمدد مليشيات الحوثي من حدودها الجنوبية في صعدة وهي تلتهم المحافظات اليمنية واحدة تلو الأخرى، وبمساعدة محلية وإقليمية ودولية، وتبقى عاجزة عن تقديم تقارير بتلك الأعمال الإنقلابية والتي تسعى فيها خدمة لايران مباشرة دون تأخير. 

السعودية، وإن كانت تنظر لليمن بنظرة مغايرة، وتريد الخلاص من قطبين فيها وهما الحوثي وحزب الإصلاح، لكنها قد لا يسعفها الوقت لوقف الحرب ومعالجة آثارها المدمرة التي سوف تطالها ولو مع المدى البعيد بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. 

كان الأولى بها مواجهة تلك التحركات عبر دعم الدولة ومؤسساتها ومليشيا الحوثي  لا تزال في صعدة وقبل تمددهم بهذه الصورة الأكثر دمارا لليمن في التاريخ الحديث. 

ومع هذا كله، وبالنظر لكل الجرائم التي حدثت ومنذ بداية النشأة والتمدد لهذه المليشيات وحتى تم الإنقلاب على الدولة والسيطرة على كثير من المحافظات كانت هناك ضرورة لإنشاء التحالف العربي، الذي كنا نؤمل فيه بأنه جاء لينقذنا من دمار تلك المليشيات رغم اخفاقه في كثير من المحطات، وظهور نوايا غير تلك التي أسس لها هذا التحالف، فلا يزال هناك متسع لتدارك تلك الأخطاء خاصة واليوم العالم كله منشغل  بحرب روسيا مع أوكرانيا ولم يعد يهمه أمر اليمن لا من قريب أو من بعيد. 

وها نحن اليوم نقترب من العام الثامن لبداية عاصفة الحزم التي قادها التحالف العربي ظاهريا ضد مليشيات الحوثي، ولم تحقق تلك العاصفة تلك المكاسب التي كنا نعول عليها كثيرا، بل أنشأت لنا نتوءات ومليشيات خارج نطاق الدولة وسعت إلى تجزئة وتقسيم اليمن بشكل واضح 

ومع كل ما حدث ويحدث من إخفاقات وسلبيات سواء للشرعية عامة والحكومة بصفة خاصة والتحالف العربي، فإننا اليوم بحاجة إلى تقييم حقيقي لكل تلك الأعمال والتصرفات سواء كانت عسكرية أو اقتصادية أو سياسية أو مدنية أو غيرها ومعالجتها معالجة صحيحة والمحاسبة وعقاب كل من ثبت عليه جرما أوخطأ. 

وعلى كل حال، فالمواجهة مع ايران تعتبر حتمية اليوم أو غدا سواء معها بشكل مباشر أو عبر أدواتها ومليشياتها في تلك الدول التي تحيط بالمملكة العربية السعودية، والإستعداد من قبل إيران وأدواتها يمشي على قدم وساق لإلتهام ما تبقى من الدول العربية وخاصة المملكة التي تراها هدفها الكبير. 

لذا فلا غرابة لو تكلمنا صراحة أن عدونا اليوم في المنطقة هي ايران، وعلينا التركيز وفهم وقراءة الأحداث قراءة صحيحة بعيدة عن العاطفة وعن خلافاتنا مع هذا الطرف أو ذاك، فالوقت لم يعد فيه متسع لتلك الخلافات بقدر ما هو محتاج منا رص الصفوف وشحذ الهمم والتوجه نحو المعركة  الحقيقية في تلك المناطق التي تجري فيها المواجهات مع ايران وأذنابها في اليمن.
 


Create Account



Log In Your Account