اليمنيون يحتفون بيوم المسند "حروف الأبجدية الأولى"
الثلاثاء 22 فبراير ,2022 الساعة: 11:53 مساءً
الحرف28 - متابعة خاصة

أحيا ناشطون يمنيون بشكل غير مسبوق اليوم القومي للخط المسند الذي يصادف 21 فبراير من كل عام.

وتحت هاتشاج #يوم_المسند_اليمني غرد يمنيون بصور ورسوم بالإضافة إلى نقوش ومنحوتات بالخط المسند.

 



وطالبوا الحكومة بجعل اليوم القومي للخط المسند يومًا وطنيًا يحتفى به، وبإحيائه كرمزية حضارية وتاريخية في اليمن.

وقام ناشطون بتغيير بروفايلاتهم وصورهم الشخصية بأيقونة خط المسند.

تزامن الاحتفاء بيوم المسند اليمني مع اليوم العالمي للغة الأم.             

وأقيم في مدينة مأرب فعاليات ثقافية وفنية بالمناسبة.

ويعد خط المسند أبرز رمز للهوية اليمنية، وهو نظام كتابة قديم تطور في اليمن جنوب الجزيرة العربية، قرابة القرن التاسع قبل الميلاد.

وكلمة (مُسند) تعني (نقش توثيقي) أو (وثيقة) وهي مشتقه من الجذر (س ن د) بمعنى (وثَّقَ/عَضَدَ/دَعَمَ).

وفي مدينة سالسبورج بالنمسا، نظمت الجالية العربية للثقافة فعالية يوم المسند، قدُم خلالها نبذة عن الخط المسند اليمني وتم توزيع نُسخ للخط بالعربية والإنجليزية.


وأضاء جناح اليمن في إكسبو 2020 بحروف خط المسند الذي يعتقد مؤرخون أن الأبجدية العربية اُشتقت منه، وأن عمره 4 آلاف عام وهو أحد أقدم الخطوط للغات السامية.

وتبنت إحياء يوم المسند اليمني حركة "الأقيال"، وهي حركة يمنية انبعثت مؤخرًا لإحياء تاريخ الأجداد في مواجهة الحرب الموازية التي يشنها الحوثيون لتجريف الهوية اليمنية وطمسها.

وخط المسند، هو الخط الذي كان يستخدمه سكان اليمن القدماء في كتابتهم، وينصرف هذا المعنى إلى الأبجدية التي استخدمها اليمنيين القدماء في كتابة مفردات وألفاظ لغتهم.


وتفاعلًا مع "يوم المسند اليمني، نشر محمد صويلح، صورة على حسابه بموقع فيسبوك، تظهر لوحة مكتوبة بخط المسند، وقال إنها "تحفة يمنية رائعة من مقتنيات المتحف البريطاني التقطتها الأحد الماضي".

وأضاف "هذا اللوح من محافظة عمران. وهو بالفعل من محفوظات المتحف البريطاني ويحمل الرمز والرقم CIH 73 مرسوم عليه في الأعلى اثنان من الحيوات المجنحة برؤوس أدمية بالإضافة إلى نخلتين، وفي الأسفل زهور دائرية ومربعة غاية في الإتقان والبراعة".

وبحسب صويلح يعود تاريخ اللوحة "إلى الفترة ما بين القرن الأول قبل الميلاد إلى القرن الرابع قبل الميلاد. نشره المستشرق بيستون عام 1937م".


وقال فهد سلطان في تدوينة على حسابه بموقع فيسبوك: "يوم_المسند.. تاريخنا الحضاري الضارب في أعماق التاريخ لا تأريخكم اللقيط المغلف بالجهل والكراهية والدجل".

وأضاف أن "الأيام والمناسبات التي يحييها الشباب الثائرون، هي البذور التي ستنبت وطنا خاليا من مخلفات الإمامة، طال الدهر أم قصر، إنها الخطوات الطبيعية وإن تأخرت لقرون، لكن نتائجها ستأتي يانعة".. 

وتابع "يوم المسند هو استعادة للذات اليمنية، التي تعرضت للتدمير والاستهداف، هو يوم يعيد فيه اليمنيون الاعتبار للحضارة والتاريخ، إنه استعادة لليمني الذي انتمى لهذه الأرض فأبدع فيها وصنع المعجزات".

أما الباحث اليمني نبيل البكيري، فقال إن " تشكل الهٌوية الثقافية لأي أمة من الأمم بمثابة جهازها المناعي الذي يحمي جسد هذه الأمة وهويتها من التشظي والتلاشي والإندثار، وبروز ميول العودة للتراث والهوية الأولى لهذه الأمة أحد تمظهرات أزمة الهوية وتهديداتها القائمة حاليا."

ولفت إلى أن "المُسند هو خط الكتابة الأول في الحضارة اليمنية القديمة، والذي تذهب بعض الدراسات لاعتباره أول وعي كتابي في الجزيرة العربية وربما العالم كله".

واعتبر خط المسند بأنه "جزء من هوية تاريخية لهذا البلاد، وجزء كبير من تاريخنا مدفون ومدون بهذه الحروف المتناثرة في كل الأصقاع عدا عن تلك التي لا تزال مدفونة في بطون الأرض اليمنية البكر من الاكتشافات الأثرية".

ودعا إلى "فتح أقسام لدراسة اللغة اليمنية القديمة التي تعني بالضرورة دراسة المسند باعتباره أهم أبواب معرفة هذه اللغة العظيمة".

أما موسى عبدالله قاسم، فعلّق عن المناسبة قائلًا: "انفكاك اليمني عن ارتباطه الحضاري حوّله إلى أداة طيّعة بيد الأغراب، يوجّهونه كيفما شاءوا، كالشجرة المنتزعة من جذورها".

وأضاف في تغريدة عبر تويتر أن "استعادة الذات اليمنية هو السبيل لبناء الدولة اليمنية الجمهورية، انطلاقاً من الموروثه القيمي الحضاري، فلا يمكن بناء العمران قبل بناء الإنسان."



واعتبر الإعلامي عبدالله إسماعيل في تغريدة على حسابه في موقع تويتر، الحفاظ على النقوش المسندية بأنه "واجب وطني وقومي مقدس والتفريط فيها خيانة عظمى".

"خط المسند" أو "الخط الحميري" أو "خط النصب التذكارية" كلها أسماء لخط المسند. وتتألف حروفه من 29 حرف ويزيد عن اللغة العربية بالحرف سامخ الذي يسميه باحثون بالسين الثالثة.

تكتب الكلمات بخط المسند بأحرف منفصلة، إذ تُفصل كل كلمة عن الأخرى بخط عمودي وتُكتب من اليمين إلى اليسار أو العكس.

لعوامل دينية وسياسية ومع مرور الزمان سيطرت اللغة العربية كل كامل شبه الجزيرة العربية وبدأت اللغة الحميرية وخط المسند بالاختفاء تدريجيا.


Create Account



Log In Your Account