كوارث وزارة السعادة ..!
السبت 26 مايو ,2018 الساعة: 02:45 صباحاً

فرق شاسع سيواجهك وأنت تحاول الحديث عن السعيدة كبلاد لأنك حين تقرر الكتابة عن السعادة  وتجدها مجرد وزارة ، يختل المعنى وينهار الهدف.

فكما نحن أمام كارثة طبيعية في بلاد السعيدة ليست الأولى والتي سنتجاوزها فقد كان انهيار سد مأرب وحروب الجمهورية والإمامة وتجاوزناها ولا نزال نتعرض لكارثة من قبل وزارة السعادة وصلت لاستغلال الكوارث الطبيعية لإخضاعها لحماقاتها المتتالية وهو الأمر الذي أرغمني للحديث هنا عن السعيدة والسعادة.

إخضاع الكوارث الطبيعية لعوامل الإختلافات السياسية عمل إنتهازي سخيف من أي دولة أو طرف كان.

أهلنا واحبتنا في سقطرى و المهرة يتعرضون لغضب الطبيعة ومتغيراتها المتوقعه وهم أرق قلوبا وأنقى أفئدة فلا توسخوهم وتعكروا صفوهم، وما يجب على الإنسان السوي هو العمل بما يمتلكه لانقاذهم وركن الخلافات السابقة جانباً فاللحظة لا تحتمل مزيدا من الإنتهازية.

شكرا لكل من بذل جهدا لإنقاذ الضحايا واللعنة على الإستغلاليين ومن يسرقون إنجازات الرجال لإخضاعها لسوق مزايداته كمهنة بالغة الوقاحة كما فعلت كاميرات مرتزقة وزارة السعادة اليوم في سقطرى .

إنها كارثة طبيعية تفوق قدرات حكومة وشعب شردته الحروب والكوارث المفتعلة بدءًا من الهاشمية السياسية وإنتهاءً باستغلال ضعف ووهن الشرعية اليمنية في هذه اللحظات من قبل دول مستقرة، تحاول ابتزازها بين كل فترة وأخرى مستغلة كل القضايا القديمة والمستجدة.

أنهارت العملة اليمنية بعد أن نهبت المليشيات الإنقلابية احتياطي النقد الأجنبي فاستغلت وزارة السعادة هذا الإنهيار بدعم اللصوص في المناطق المحررة وصولا لاحتجاز عملة محلية جديدة في ميناء عدن كي لا تستطيع الحكومة صرف المرتبات وتطبيع الأوضاع.

أنهار الجيش الوطني فشرعت السعادة لتأسيس جيوش مناطقية عصبوية خارج إطار الشرعية ومدتهم بالسلاح والعتاد وتعاملت معهم كذخيرة لإغتيال ما تبقى من نفس للحياة في المناطق المحررة.

نزح الشعب وتشرد وجاع وهرب ليعيش تحت سيطرة الشرعية وفرضت وزارة السعادة واقع اقتصادي أليم ليعاني هذا النازح من غلاء المعيشة، ليموت تحت وطأة ارتفاع المواد الغذائية في شوارع المدينة لأنه لم يجد سكن يأويه أو لا يستطيع دفع الإيجارات الباهظة.

الإيغال في العقوبة لمن يرفض الخضوع لك صفة لئيمة رديفة ملازمة لأولئك الذين انتجتهم الأوضاع ليقوموا بدور السخيف المرتزق لأنه بلا تاريخ ولا هوية فيريد إثبات ذاته عبر سلوك طريقة استعراضية مسيئة وفاضحة لنفسه بأنه ايضا لا يتجاوز كونه مرتزق لقوة دولية أرادت منه تأدية هذا الدور المخيب والانتكاسي.

الإمارات وهي تفرد عضلاتها ضمن تحالف عربي في بلاد مثل السعيدة تحاول سلب هذا الشرف ولكنها تعبر عن ذلك بوزارة سعادة وكأن السعادة شجرة نادرة أو نقوشات حميرية ومعالم تحاول استنساخها أو سرقتها ليكشف ضحالة ثقافتهم، فمتى يدركون أن البلدة الطيبة والرب الغفور هي اليمن وهي الحضارة الراسخة التي تكسرت أمامها حضارات حاولت سلب ذلك وسرعان ما أنهارت لتبقى السعيدة كامنة داخل التربة تروي الجسد الحميري القحطاني التبعي الأصيل غير قابل للمغادرة والخلود بتربة غير اليمن.

إنها بلدة سعيدة تكسرت أمهامها الحضارات وستنهار حيالها الإمارات .إنها شجرة باسقة ماكثة أصلها في الأرض وفرعها في السماء آتت أُكلها ولا تزال تؤتي وهو ما يؤكد أنه لا استقرار لأي دولة في الجزيرة العربية ما لم تستعد هذه الأرض قوتها لتنبعث السعادة من أرضها وتسقي بها جزيرة تعطشت للسعادة وركضت وراء المجهول لكي تسعد، لكنها لن تجدها من وراء استنساخ أو تقليد ممثل دور السعيد بينما تترك بلاد السعيدة تغرق في مشاكل ستمتد آثارها حتى أطراف الجزيرة غير آبهة، كما لو أن سد مأرب أنهار من جديد وأغرق الرياض وأبو ظبي وتراكمت مخلفات الإنهيار لتستحدث جزيرة جديدة في الأبيض المتوسط.

فالسعادة ليست أخلاق ذميمة وممارسات إباحية ونهب واستغلال وبناء جيوش من المرتزقة ودعم الجماعات الإرهابية وسجن الأبرياء واغتيال الرجال وتدمير الأوطان وقطع الطرق وقصف المدنيين.

لأن السعيدة لم تنل هذا اللقب الإلهي الا بعدما انتصرت للجار، وانقذت الملهوف وأعتبرت النازح عابر سبيل وأكرمته وعبدت الطرق ونشرت العلم وانتصرت للديانات الربانية و آمنت بالرسالات السماوية، التي عززت أخلاق حضارتهم، فكان الإنجيل والتوراة والزبور مناهج نهضة وتوعوية حتى جاء الإسلام ورسالته القرآن فخلدها بلدة طيبة ورب غفور.

هذا ما قاله الله فيها وهذا ما سيكون لا ما تحاولون الصاقه باليمن من صفات الإرهاب والدعششة كما تريد آلهتكم التي تمدونها بخزائنكم كي ترضى عنكم، وتدعون جيران يتضورون جوعاً وفاقة لن تطول مهما فعلتم ولن تقرأ الأجيال القادمة سوى ما قاله الله عن بلاد السعيدة لا ما قالته أمريكا عنكم.


Create Account



Log In Your Account