ثنائية إغاثة وإقتصاد السلام
السبت 29 يناير ,2022 الساعة: 10:24 مساءً

لن يكتب النجاح للعمل الإغاثي دون أسس و مداميك تأسس لإقتصاد السلام المفترض والقادر علي نقل الناس من التلقي السلبي للإغاثة إلي عنصر فعال وقادر علي بناء ذاته ووطنه وصيانة كرامته .

الكل يعمل بعقلية الحرب وألياتها التي لاتنسجم مع الحالة الإنسانية وتطلع الناس للأمن الغذائي وشق طريق السلام .

الكل مشارك في عدمية العمل الإغاثي وغياب الأثر المرجو لها .

لا أغلاق الموانيء وإيقاف تصدير النفط اليمني من جانب التحالف العربي ولا إيقاف الرواتب من جانب الإنقلابيين وتحويل الإقتصاد لبيوت هاشميه مغلقه ولا أداء الحكومة الشرعية عبر كيانها المغيب اللجنة العليا للإغاثة وغياب النموذج الجاذب والأمن للمواطن 
 فشل الجميع في تحقيق النصر لأي طرف منهم وعلي مدى ثمانية أعوام ثبت ذلك وبشكل لافت في الجانب الإغاثي والتأسيس لإقتصاد السلام .

لايختلف إثنان من المهتمين بالعمل الإغاثي علي عبثية مايحدث وتبديد أموال المانحين لإنقاذ اليمن .

علي مدى ثمان سنوات لازال العمل الإغاثي أشبه بالمسكنات الغير مطابقه لمواصفات الدواء وعديمة الفاعليه بسبب تعرضها للحراره العاليه أثناء التهريب و التي لاهي شفت المريض ولا خففت من ألامه بل سبب أعراض أخطر من المرض نفسه .

هذا هو حال العمل الإغاثي في اليمن وسيظل بهذه الوتيره في ظل غياب الأسس والمداميك الصحيحيه للعمل الإغاثي وأداء التحالف العربي و الحكومة الشرعية والمنظمات الإغاثية الدوليه .

كل يوم تتسع رقعة الفقر بين سكان اليمن من غير النازحين وتزداد أوضاع النازحين سوءا وتتزايد أعدادهم كلما توسعت أو أشدت العمليات العسكرية بل أصبح النازحين ورقه تستخدمها جميع أطراف الحرب .

ويعاني العمل الإغاثي لكثير من العلل لعل أبرزها غياب المسوحات الحقيقيه للسكان وضعف معايير العمل أثناء المسح بالتزامن مع غياب التمثيل الحقيقي للناس في لجان المسح سواء كانت تلك المسوحات عبر المنظمات الإغاثية الدوليه العامله في الميدان أو عبر مندوبي القرى الذين تشرف عليهم الحكومة الشرعيه أو المشرفيين الجبريين للإنقلابيين.

كل ماسبق من سوء تخطيط وأداء وتنفيذ من كل الأطراف واقع ولا يحتاج لتدليل وعليه سوف نضع مجموعة الحلول في الطريقة المثلى للإنتقال من العمل الإغاثي المجرد إلي العمل الإغاثي المؤسس لإقتصاد السلام وتحقيق الإستفادة القصوى من أموال المانحين والموارد المتاحه لليمن حاليا وهي كالتالي .

أولا علي التحالف السماح والدعم لتشغيل الموانيء وإستئناف تصدير النفط والغاز اليمني .

ثانيا علي الحكومة الشرعية إعادة النظر في وظيفة اللجنة العليا للإغاثة وتحويل مهامها من الوظيفة التنسيقيه إلي الوظيفة الرقابيه ورفدها بالكوادر النزيهه والمؤهله.

ثالثا علي مجلس الأمن الضغط علي جماعة الحوثي لإطلاق جميع رواتب الموظفين التي قطعت و إعادة كل من تم فصلهم .

رابعا علي المنظمات الإغاثية الدوليه التمتع بالشفافية الكامله وإتاحة الرقابة للحكومة والمجتمع المدني بمختلف تشكيلاته ومنها الصحافة .

ما سبق هو خطوط عامة وأركان أسياسية لبدء العمل الإغاثي السليم والقادر علي التحول من عمل إغاثي إلي إقتصاد يؤسس للسلام الدائم .

الإختلالات الإغاثية متعدده وقابلة للإصلاح إذا صدق نوايا الأطراف المختلفه والمشاركه في الحرب إضافة إلي مجلس الأمن و المنظمات التابعه للأمم المتحدة .

وقد ناقشنا بالتفصيل وعلي صفحات صحيفة إغاثة جميع الإختلالات الإغاثية وطرحنا الحلول ونحن مستعدون لوضع الحلول أمام مختلف الجهات إذا كانوا جادين في إنتشال الناس من حافة المجاعة ومنع إنزلاق بقيه السكان لحالة المجاعة التي تنتظرهم .




Create Account



Log In Your Account