عـن "الغلام الفهلوي"
الأحد 21 نوفمبر ,2021 الساعة: 09:30 مساءً

أحد غلمان المرحلة، كان قد ولد في مرحلة سابقة، لكنه لم تسنح له الظروف أن يغنم فيها ومنها ما غنمه غلمان يكبرونه سناً، وقدراً ..!!

لذا تنكر لعقيدته العفاشية، معتنقاً صرخة المسيرة طمعاً بتعويض ما فاته من غنائم عفاش التي طالما كانت أسرته، واحدة من كبريات الأسر اللاهطة لكثير من حقوق الرعية، معتلفة الأخضر واليابس بإسم عفاش والمؤتمر وحصانه الهائج ..!!

هذا الغلام، ورث المشيخة مبكراً عن أبيه الذي تركها له بعد أن تقدم به العمر، أو ربما بعد أن رأى أن عهد الصرخة يحتاج إلى شاب فهلوي كنجله ، ترك له ”المشيخة“، لكنه ما يزال،  حتى اليوم، لا يأتمنه على سيارته الخاصة،  وكلما طلبها كان رده ”أسرح ألعب لك بعيد“!!، أو ”دور لك بقرة تلحسك“!

لذا بدأ هذا الغلام يؤدي الصرخة، وعقب كل صرخة يلتفت لمرافقه الواقف إلى جواره، ويقول له ”إلا من أُكره“!! ،ويحضر الدورات والمحاضرات والإحتفائيات المناسباتية والإحتشادية،  وقاعدته الحياتية ”من تزوج أمُنا كان عمنا“!!،

يفعل ذلك، وكله قناعة بأن ”إطلاق الصرخة“ سياج حماية من المحاسبة والعقاب.

تماماً كما كان وغيره يمارسون سقطاتهم متدثرين بعبائة ”القتيل عفاش“ والمؤتمر.

وكل ذلك حتى يُسمح له الاستمرار بممارسة المشيخة بفوائدها ومزاياها ومكاسبها.

 لعل والده، أدرك مبكراً بحسة وفراسته الأبوية فهلوة ولده منذ الطفولة،  حيث يتناقل عن جيران منزلهم مواقف طفولية عجيبة،  تشير بوضوح ساطع إلى امتلاكه مهارات الفهلوة والزنقلة والقنفزة منذ نعومة أظافره ..  منها على سبيل المثال، عندما كان في الثامنة من عمره، كان دوماً يرتدي ملابس العسكر ويعلق على رقبته صورة لعلي عبدالله صالح، ويأخذ عصى المكنسة الخشبية يمتطيها كأنه يمتطي حمار، ويظل يركض مسرعاً في الحواري والأزقة ويقلد نهيق الحمار، ثم يصرخ بكلمات وعبارات أحرفها غير مكتملة، ونطقها ناقص: ”أنا أحب الرئيس علي عبدالله سالح!! ، أنا بتل فوق البغل حق الموتمر ..“!

وأيضاً .. كثيراً ما كان أطفال الحارة، يشتكون به إلى عند والده، بأنه يظل يحرش بينهم حتى يتضاربوا، وعندها يتدخل كمفارع، ثم يطلب منهم ”العدال“ و”التحكيم“ لعنده وهو سيعرف من هو المخطئ والذي بدأ بالمضرابه، لأجل يعاقبوه،  وطبعاً ”الجهال“ يصدقوه ويدوا له مصروفهم كعدال .. وهو يجمع منهم الزلط ويقول لهم ينتظروه لما ير ح ويرجع، ولا يرجع يروح يصرف الزلط ويجعل بها.

 ذات مرة قال لأبوه أنه أكل ”العدال“ لإنها مشقايته حق ما فرع بينهم. وهكذا الكثير من البعاسس الطفولية الفهلوية.

ما أجمل سنوات الطفولة...!

ما أود قوله، في العودة لحاضر هذا الغلام الفهلوي ليست له وظيفة معروفة، وليس له من مصدر دخل غير ما يجنيه من مشاكل الناس.

يبكر يقتطب من الصبح، وقبل ما يخرج من باب بيتهم يقول” يا الله حول بالرزق السهل“، ويخرج للرزق السهل والهبل الذين يصدقوه، يظل يلوي بالشوارع وبعده أثنين مرافقين من العاطلين محملين بنادق، ويبدأوا رحلتهم اليومية سرحه رجعه في الشوارع إلى أن يصادف الهبل ورزقهم.. مشكلة، مضرابة، المهم ما أن تحدث مشكلة إلاَّ وتجدونه قد قفز للوسط يفارع، منتحلاً هذه الصفة المقيتة ”شيخ“، ويطلب منهم يحكموه لأجل يحل المشكلة ، وما أن يتم له ذلك،  حتى يبدأ بممارسة ”الفهلوه“ التي يمتاز بها ، ويقع ضحيتها الكثير من البؤساء ..

واحدة من هذه الحوادث الفهلوية، كنت شاهداً عليها، ومطلع على تفاصيلها، واقعة ”شروع بالقتل“. هناك جاني لديه المال والوسطاء، وهناك مجني عليه لا يملك غير مظلوميته، وظنه الحسن بمن تدخل لإنصافه، لكنه للأسف كان أحد ضحايا هذا ”الفهلوي“ ، الذي مارس الابتزاز على الطرفين.

هذا المجني عليه مرتين، مرة من القاتل بندر أمين الشلفي، والثانية من الشيخ المتنفذ ممثلاً بـوكيل محافظة إب لشؤون العدين والحزم ومذيخرة والفرع،  ”الشيخ“ جمال الحميري،  الذي ظل يحرك الأحداث من وراء الستار،  كي يفلت الجاني من العقاب ،  ويضيع حق المجني عليه، شقيقي زكي أحمد عبده مرشد الزهيري ، الذي تعرض لمحاولة آثمة في العدين بغرض قتله من قبل المدعو بندر أمين الشلفي ، يوم 18 الموافق مايو2021 ..

أسفرت عن إصابته بـجرح قطعي نافذ إلى البطن بقطر 5 سم ، أدى إلى تمزق الأمعاء الدقيقة، فتم استئصال الجزء المتمزق، وعمل توصيل ( نهاية - نهاية) بين طرف الأمعاء ..

كما أدت الطلقة إلى تهشيم عظام الحوض في الجهة اليسرى. و لا يزال المقذوف ساكن في عمق الحوض.

وبرغم أن هذه الجريمة نكراء وبشعة، وحازت على اهتمام حقوقي واسع،  حيث تداعى لإدانتها العشرات من النشطاء الحقوقيين والمثقفين والأكاديميين والصحفيين وقضاة وبرلمانيين وسياسيين،  حيث طالبوا بالإقتصاص من الجاني بندر أمين الشلفي،  وتحقيق العدالة للمجني عليه زكي أحمد عبده مرشد ، ومنع المشيخ المتنفذ ، وعلى رأسهم ”الحميري“ وكيل محافظة إب، من استغلال نفوذهم لحرف القضية عن مسار العدالة والإنصاف والإقتصاص من الجاني.

سعى المتنفذين، ولا يزالون يواصلون، محاولاتهم الدنيئة لتمييعها وحرفها عن مسارها القانوني ، وزيادة معاناة أخي،  من خلال خطوات وتدخلات ووساطات عديدة،  وخداع حقير.

وكانت البداية،  عقب ارتكاب الجريمة مباشرة،  وفيما كان زكي مضرجاً بدمه وجراحه،  يحاول التمسك بالحياة لأجل أطفاله الصغار ( نوران وليان وأحمد ) ، جاء إليه ”الغلام الفهلوي“ ، وأخبره أنه مرسل من الجاني ومن معه ، بعد أن حكموه ، وبعد أن كلفه ”الشيخ الحميري“ ليحل القضية وبما يحقق العدالة له ..

 لكنه لم يكن سوى ممثل يؤدي دوره المرسوم بعناية فائقة،  هو إرهاق شقيقي زكي المجني عليه وطريح فراش الإصابة،  أرهقه بطلبات مالية كبيرة تحت مبررات عديدة،  مصاريف متابعة،  تكاليف سرحة ورجعة،  وأشياء غير منطقية صدقها المجني عليه بكل حسن نية، وكان دور ”الغلام الفهلوي“ إلى جانب إرهاق المجني عليه مادياً ، إرهاقه معنوياً ونفسياً من خلال تضييع القضية وإطالة أمدها لتزداد معاناة أخي ، وعندها سيكون من السهولة دفعه ، وهو المجني عليه، إلى القبول بأي حل يريده ويسعى إلى فرضه الجاني بندر الشلفي،  ومن يحميه ويساند أثمه وجرمه ..

 هذا ”الغلام الفهلوي“ ، لم يكن يكل ولا يمل وهو يكذب ويخادع ويحلف الأيمان الفاجرة. وكعادته البارع بها، يوهم الجاني بأنه سيعمل على تمييع القضية حتى يقبل الطرف الآخر بأن تحل بالطريقة التي ترضيهم ..!!

ويبتز المجني عليه بمزاعم المحافظة على حقه العادل في الإقتصاص والإنصاف. وهكذا يصبح كالمنشار طالع واكل من الجاني، نازل واكل من المجني عليه ..!!

هذا الغلام الفهلوي ، الصبي الصارخ ، المتنفذ الصغير ، الشيخ المحشر في العدين ”محمد عبدالواحد عبدالعزيز باشا“ ..

أحتفظ، ومستشاري القانوني، بملف له يشتمل على صور ونسخ من مراسلات نصية وتسجيلات صوتية وهو يبتز أخي زكي ، الذي يعد أحد أبرز ضحاياه ، بزعم أنه يريد ”الزلط“ المال ، لكي يعطيها للمحققين في الجريمة من أعضاء النيابة التي تنظر في الواقعة،  وأن هذه ”الرشوة“ إضطرارية،  كون الطرف الآخر يوزع مبالغ كبيرة وبالعملة الصعبة كرشاوي لحرف القضية من مسارها القانوني ، وإضاعة حقه كمجني عليه ..

أخـيراً ، سيكون لنا وقفة أخرى قريبة ترصد بعضاً من مخزيات هذا ”الغلام الفهلوي“ وضحاياه،  وما أكثرهم . وهناك وقفة أقرب سأخصصها لـ”الشيخ الكذاب“ الذي كان له دوراً معيباً متمم لدور ”الغلام الفهلوي“ ، وبعدها سأفتح ملفات هذا ”الشيخ الحميري “ الذي يحرك الأحداث من خلف الستار ، فله سجل متخم بالتجاوزات والمخالفات والتدخلات التي لا يقبلها كل صاحب مروءة  ..

طـوال سنـوات عـمـري التي مضـت أعـترض طـريقـي الكـثير من اللصـوص والأوغـاد ، والسفلـة وكـنت و ما زلت وسـأظل أمضـي في طـريقـي غـير عابـئ بهـم.

ختاماً ، وببـسـاطـة أقـول : الـذيـن يدافـعـون عـن اللـصـوص والـقتلـة هـم أكـثر لصـوصـية وإجـرام.


Create Account



Log In Your Account