مـن ذاكـرة الـبـارود
الثلاثاء 12 أكتوبر ,2021 الساعة: 11:11 صباحاً

                    1

• من خضراء اليمن ”إب“ جاءتني هدية ثمينة  ..

نسخة من باكورة إنتاج الأديب والإعلامي والتربوي

الشاب عبدالحميد رزاز الكمالي  ..

والتي عنونها بـ”من ذاكرة البارود“ .

• الكتاب بما احتواه بدءاً من ”ذاكرة مثقوبة“ ،

وإنتهاءً بـ” فكرة طائشة“، خليط بين

القصيدة والأقصوصة ..

                       2

مـن ذاكـرة البارود ..

ظاهرها تدوينات شخصية ، وجوهرها يوميات

بلاد بأسرها تتمرغ في وحل هذه الحرب الملعونة،

التي ألتهمت كل شيء ..

الأخضر واليابس،

الأحلام والأماني،

الحاضر والمستقبل،

وداس سماسرتها على المباح والمتاح،

الحلال والحرام،

المشروع والمحظور،

منتصرين على الأهل والولد ،

حتى غدت جرائمهم أكثر شهرة من غزواتهم  ..

                         3

وعـودة لـذاكـرة الكمالي عبدالحميد ،

سيجد مضيئاً إمتلاكه لمهارات الكتابة،

وحرفيته بإمتياز على تطويع الكلمات ..

الكمالي لديه أسلوبه المميز والخاص في صياغة

التأوه كقصيدة،  ورسم الحزن كلوحة صارخة  ..

• إنه يتحدث بلسان جمعي،  ويصرخ

نيابة عنا جميعاً ..

                       4

”مـن ذاكـرة البارود“ ..

هو حكايات شعرية بديعة ، ونصوص أدبية مدهشة ،

تحكي الكثير بقليل من الكلمات مما

اختزلته،  ولا تزال،  ذكرة شعب بأكمله،

جُربت عليه كل صنوف القمع والتعذيب ،

والإرهاب والقتل ..

                       5

من أجـواء الإصدار :

يا صديقتي

الحرب جعلتنا

نستبدل قصائد الحب

بأفواه البنادق  ..

     **

الحرب - يا حبيبتي -

جعلت المدينة بأشجارها

بساكنيها

بشوارعها

بمبانيها المنمّقة و الصدئة

بسيقان فتياتها الجميلات

وبكاء أطفالها الصغار ،

جزءاً من الوجع  ..

  ***

سنتغلب على مخلفات الحرب،

سنضمّد كل جرحٍ مفتوح،

لكن كيف سنضمد وجع الأرواح؟!

  ***

نعم؛  لستُ بخيرٍ يا سيدتي ..

الحُبّ كالحرب؛

جميعها تترك ندباً

على الروح والجسد ..

 ***

يا صديقتي

الحرب جعلتنا نعيش

في مدينتنا

وكأننا في سجنٍ كبير!

 ***

حينما أكتبُ لكِ

أشعر أنني آخذُ

مساحةً من وجعِ الوطن!

 ***

منحونا ميادين للقتال،

ولم يمنحونا مساحةً

واحدةً للحب!

 ****

حتى الحرب - يا حبيبتي - 

لها عاشقون ..

                     6

وبرغم الحزن النبيل الطاغ على نصوص

”من ذاكرة البارود“ ، نجد الأديب البديع عبدالحميد الكمالي ،

في مرات عديدة مبشراً بالفرح، 

ناشراً للأمل والتفاؤل، 

ولو بلغة تحدي الواثق الحالم،

ومن تلك المرات،  نجده هنا كمن يلقي

بيان النصر فيقول :

نواجه الحرب - يا حبيبتي -

بالحبّ !

نترك خلف كلّ بندقية

قصة حب،

وخلف كل دبابة

قصيدة شعرٍ

لنبني وطناً

من بين البارود  ..

                       7

ختامـاً ، وله - عبدالحميد الكمالي -

أترك مسك الختام :

” أكتب - يا سيدتي -

كي تكون الكتابة بندقيتي،

فالكُتّاب صعبٌ نسيانهم.. “.


Create Account



Log In Your Account