منظمة : سلطة حضرموت وقوات الانتقالي استخدمتا القوة المفرطة ضد المتظاهرين
الأحد 19 سبتمبر ,2021 الساعة: 06:48 مساءً
خاص

قالت منظمة سام للحقوق والحريات، إن قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة إماراتيا، في عدن وقوات الحكومة الشرعية في حضرموت استعملتا القوّة المفرطة، ضدّ المتظاهرين السلميين، الأمر الذي تسبب بمقتل شخصين  على الأقل وإصابة آخرين. 

ومنذ نحو اسبوع، تعيش محافظتي عدن وحضرموت احتجاجات شعبية واسعة للمطالبة بتحسين الاوضاع المعيشية والخدمية، كما يطالب المحتجون بعدن برحيل قوات الانتقالي عن المدينة التي يسيطر عليها منذ عامين، عقب انقلابه على الشرعية. 

وطالبت المنظمة، في بيان صدر عنها اليوم الأحد، السلطة المحلية في حضرموت التابعة للحكومة الشرعية، وسلطة الأمر الواقع في عدن - المجلس الانتقالي - بحماية حق التظاهر السلمي استنادًا لقواعد القانون الدولي الخاصة بذلك الحق. 

واكدت المنظمة على ضرورة الإفراج الفوري وغير المشروط عن كافة الأشخاص الذين تم اعتقالهم في تلك التظاهرات. 

وكانت قوات الانتقالي قد اعتقلت عشرات المواطنين خلال عمليات مداهمة لمنازل مواطنين يشاركون في الاحتجاجات التي تشهدها العاصمة المؤقتة عدن لليوم السابع على التوالي، وكذا خلال محاولة تفريق التجمعات الاحتجاجية. 

ونقلت منظمة سام، حسب البيان، عن شهود عيان، قولهم : إن قوات الانتقالي  في عدن والقوات الحكومية في اغلب مدن الساحل بحضرموت كالمكلا والشحر وغير باوزير واليس الشرقية والديدة وغيرها، اطلقت الذخيرة الحية، على المتظاهرين بصورة مباشرة الأمر الذي أدى إلى إصابة العديد  منهم بشكل مباشر. 

قال "توفيق الحميدي"، رئيس منظمة سام: "بدلًا من التعاطي بإيجابية ومسؤولية مع مطالب المتظاهرين المعيشية، قامت القوات التابعة للانتقالي بمهاجمة المتظاهرين في عدن والمكلا،  بالرصاص الحي واستعملت القوة المفرطة وغير المبررة لتفريق المتظاهرين وداهمت العديد من المنازل لاعتقال عدد منهم". 

وبدأت التظاهرات بتاريخ 14 سبتمبر أيلول  حيث تجمع مئات من المواطنين  في كلا من مدينتي عدن والمكلا، للمطالبة بتوفير الخدمات الضرورية وتحسين أوضاعهم الاقتصادية  في ظل ارتفاع الأسعار وتدهور سعر الريال وانقطاع الكهرباء واستمرار التدهور الامني وتصاعد انتهاكات حقوق الانسان. 

وذكر البيان، ان فريق المنظمة تواصل مع عدد من المتظاهرين وأجروا معهم عدد من المقابلات، كما أنهم تحصلوا على  صور خاصة وفيديوهات، تُظهر قوات الأمن وهي تطلق الرصاص الحي من سياراتها على مواقع تجمع المتظاهرين. 

وأكد العديد من الأشخاص الذين قابلتهم "سام"، وفق البيان، إصابة العديد من المتظاهرين بالذخيرة الحية، بسبب إطلاق النار المباشر، قبل أن يتم نقل بعضهم إلى المستشفيات. 

وكان محافظ حضرموت قد قال إنّ هناك مخططًا لجماعة الحوثي لإثارة الفوضى في المحافظة، وأعلن حظر التجول بشكل جزئي من الساعة الثامنة مساء حتى السادسة صباحًا حتى إشعار آخر. 

وفي عدن، أعلن "عيدروس الزبيدي" رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، حالة الطواري في كل المحافظات الجنوبية ووجه قوات الامن "بالضرب بيد من حديد لكل من يقلق الأمن" بحسب بيانه.  

وعبرت منظمة سام، عن قلقها من تفويض القوات المسلحة التابعة للانتقالي لممارسة مزيد من الانتهاكات كالاعتقال التعسفي وإطلاق النار يشكل عشوائي، في ظل غياب اي مؤسسات رقابية وقضائية في عدن. 

واكدت منظمة سام على أنّ استعمال بعض المتظاهرين للعنف لا يبرّر لجوء المسحلين التابعين للمجلس الانتقالي وقوات النخبة الحضرمية في المكلا للجوء للقوة المفرطة، الأمر الذي ينفي ادعاءات تلك القوات بأن استخدام القوة جائزة في ظل الفوضى التي أحدثها بعض المتظاهرين. 

وأشارت "سام" إلى أن عناصر قوات الحزام الأمني  في عدن وقوات النخبة الحضرمية في المكلا، كانت على متن عربات مصفحة، يبدو أنها حصلت عليها من دولة الإمارات، وهي من تصدت للمتظاهرين في أماكن متفرقة  وأطلقت النار بشكل عشوائي، كما تمركزت في شوارع متعددة في عدن مثل شارع أروي وكريتر وجوار البنك المركزي.  

كما داهمت تلك القوات، بعض منازل بعض النشطاء وطاردت بعض المتظاهرين واعتقلت العديد منهم.

وأظهرت مقاطع وصور تم توثيقها وجود شبان من المتظاهرين اعتقلوا ووضعوا داخل السيارات التابعة للمسحلين بشكل مهين الأمر الذي يشكل انتهاكًا مركبًا للعديد من المواثيق الدولية. 

وشددت "سام" على أن الممارسات المرصودة ومقاطع الفيديو التي تم نشرها أظهرت سلوكًا عنيفًا من قبل القوات التابعة للمجلس الانتقالي والسلطات المحلية الأمر الذي يؤكد على أن تلك القوات ارتكبت جرائم ومخالفات مركبة بحق المتظاهرين لا سيما وأن القانون الدولي كفل لكافة الأفراد حرية الرأي والتعبير والتظاهر السلمي دون أي قيود وملاحقة. 

ودعت المنظمة، المجلس الانتقالي والسلطات التابعة له لإطلاق سراح المتظاهرين بشكل فوري والعمل على توفير الخدمات. 

كما دعت "سام" المجتمع الدولي والأجهزة المتخصصة للتحرك الجدي والضغط على كافة الأطراف لا سيما المجلس الانتقالي لوقف ممارساته المنتهكة لقواعد القانون الدولي. 



Create Account



Log In Your Account