تعليقا على دعوات إصلاح الشرعية
الإثنين 07 مايو ,2018 الساعة: 01:25 صباحاً

وضع الشرعية زبالة. لا يوجد شخص يمكنه ان يدافع عنها وعن ادائها الحالي ولا يستشعر في قرارة نفسه الخجل.

لو أننا في وضع آخر, فإن اداء هذه الحكومة يجعل الدعوة لاجتثاثها شيء ضروري. وفي وضع كهذا يتساوى الأمرين: الدعوة لاجتثاثها وايضا الطبطبة عليها. في كلا الحالتين فإن الأسوأ هو ما ينتظرنا.

صحيح ان هذا لن يكون نهاية العالم وعلينا الاستعداد لأسوأ الاحتمالات, لكن يبقى من الغباء ان نفرط بإمكانية إصلاح هذه الشرعية ومنظومتها السياسية بحيث تصبح قادرة على مواجهة الاخطار وايضا القيام بواجبها والأهم استكمال معركة استعادة الدولة من بين مخالب الثورة المضادة. كمعركة اساسية لا مبرر للتراخي فيها.

لا يمكننا مواجهة كل هذه الاخطار بحكومة عاجزة وفاسدة لا نعرف لها برنامج يوجه نشاطها. اصلاح وضع الشرعية مطلب وطني ملح.

لكن استثمار هذا الوضع الذي تعيشه الشرعية لتبرير التواطؤ مع ما تقوم به الامارات في سقطرى واماكن أخرى. هذا هو التعريص على أصوله.

لا زلنا ننتظر ان يأتي طرف سياسي يطالب بتغير الحكومة وإصلاح الشرعية وانهاء استحواذ الإصلاح على قرارها وعلى الوظيفة العامة. وسيلتف الشارع كله خلف هذا الطرف. حتى وان كان حزب الخضر.

الأهم قبل ان يبادر لتبني هذه المواقف هو أن يحدد هذا الطرف موقفه المبدئي والوطني من مجمل الاحداث والقضايا الأخرى. خصوصا تلك التي لا تقبل المؤاربة كموضوع ان دولة خارجية تتوسع عسكريا على تراب أرضنا بلا مبرر وتعبث سياسيا, وفوق هذا كله تقوي اعداءنا وتدعمهم بمختلف انواع الاسلحة, في استهتار وقح ليس فقط بالشرعية ولكن قبل ذلك وبعده بنضالات وكفاحية هذا الشعب الذي لا يزال يضحي في سبيل احلامه وتطلعاته المشروعة.

موضوع أن الحكومة لم تحدد مواقفا جذرية من كل هذه القضايا, ليس مبررا لتجاهلها من قبل القوى السياسية والقفز الى موضوع اصلاح الشرعية. بينما اتخاذ مواقف مبدئية وحازمة من هذه القضايا وربط الاقوال بالافعال, هذا هو المبرر الذي سيمتلك وجاهة كاملة للمطالبة باصلاح وضع الشرعية. وسيلتف اليمنيين خلفه بكافة شرائحهم. السياسة ليست فهلوة ومن يستخدمها لاستغفال الناس حتى وان نجح في حشدهم لبعض الوقت, سرعان ما تتكشف حقيقته وسرعان ما ينفضوا من حوله. لم يعد هذا الزمن يحتمل الفهلوة ولم تعد الناس تحتمل مزيدا من الاستغفال.

ربما هذا هو التعليق الوحيد على دعوات إصلاح وضع الشرعية المعلنة والخفية وايضا على من يتبنون مواقف ثورية ثم يواصلون الطبطبة على الحكومة التعيسة.


Create Account



Log In Your Account