الأحد 06 مايو ,2018 الساعة: 03:47 صباحاً
نعرف ان وضع الشرعية بائس، لكن الدلالة الأكثر أهمية للبيان الأخير, هي كشف ان اضطراب علاقة الإمارات بالشرعية وصل لمرحلة متقدمة. ما يعني أن الإمارات بعد هذه المكاشفة اصبحت محشورة في الزاوية. وعليها ان تتصرف كدولة تحترم قواعد العلاقات الدولية. او تواصل عربدتها لتصبح في مواجهة مباشرة مع اليمنيين هي وكل أدواتها المحلية. لا معنى لما تقدمه من خدمات طالما ان الحكومة منزعجة من ادائها.
الحكومة ملامة لأنها ظلت تراقب تنامي الاطماع, تراقب العربدة, دون ان تتخذ حزمة من السياسات التي من شأنها اعادة ضبط الامور. ظلت تتصرف بمنطق ردات الفعل وتوفر للإمارات مساحة للاستقطاب والعبث. وحتى بعد هذا الموقف الشجاع تقول المعطيات إنه في ظل هذا الوضع من الصعب على الحكومة ان تبني عليه.
ولهذا السبب ستظل الحكومة في احسن الأحوال تتحفظ وترسل الإشارات ولن تصل إلى تلك اللحظة التي تقول فيها للإمارات بأن تتفضل من غير مطرود. ليس من باب التقدير للدور الإماراتي _ اعتقد ان التقدير الواجب قد استنفد رصيده _ ولكن في الاساس بسبب وضعها التعيس وايضا الهيمنة السعودية على قرارها.
وقد ظهر أول مؤشر من خلال حذف البيان بعد دقائق من نشره. بمعنى ان الشرعية مهزوزة ومرتبكة, ولا تعرف ما هي الخطوة التالية. بينما الإمارات تستطيع ان تطردها من عدن مجددا كما فعلت في السابق ومن خلال الادوات المحلية المحكومة بعدائها للشرعية. وقد نرى الرد الإماراتي على ما حدث في سقطرى هنا في تعز وهي من لا تزال على صفيح ساخن.
ويبقى هناك ما هو أهم من الحكومة. واعني هؤلاء الذين يجابهون البلطجة الإماراتية بوضوح. هذا موقف رائع. لكنه ايضا لا يكفي. الخلل لا يزال قائما. ولابد أن يتوجه السخط نحو اداء الحكومة والقوى السياسية ومطالبتها بتحمل مسئوليتها التاريخية واعادة ضبط العلاقة مع التحالف على قاعدة المصلحة والسيادة الوطنية أولا ثم الندية والمصالح المشتركة ثانيا. وإلا فنحن فعلا نسلم رؤوسنا وبلدنا لحقد الصحراء واطماع مكاتب الشركات العابرة للقارات.