(حصري).. تفاصيل خطيرة لم تكشفها الشرطة حول اختطاف وقتل واخفاء جثة مواطن بتعز وكيف حاول "لوبي" من النافذين تمييع القضية ولماذا؟
الإثنين 26 يوليو ,2021 الساعة: 06:11 مساءً
الحرف28- خاص

كشفت مصادر متعددة، تفاصيل الجريمة البشعة التي هزت محافظة تعز، وكشف بعض تفاصيلها بيان لشرطة المحافظة يوم أمس

بيان شرطة تعز، قال إن الأجهزة الأمنية عثرت على جثة المواطن نجيب محمد عبدالرحمن سلطان الشويع صباح أول أمس السبت والتي تم إخفائها من قبل الجناة في إحدى آبار المياه المهجورة في وادي العرم بمديرية المعافر، وأكد البيان أنه أُلقي القبض على خمسة مشتبهين بهم قبل أن يتعرف أحدهم  بارتكاب جريمة القتل.

وقالت المصادر المطلعة، بعضها مقربة من المجني عليه، في حديثها  لـ"الحرف28"،  إن جريمة اختطاف وقتل المواطن الشويع لم يكن خلفها الشخص الذي اعترف بالجريمة وحده، مؤكدة أن الجريمة تقف خليها خلية إجرامية محترفة بعضها على علاقة بضباط في أمن المديرية

تبدأ قصة الجريمة، من لحظة نزوح المجني عليه من منزله وقريته الكائن في منطرح حذران قرية الدهنة  مديرية التعزية تعز هروبا من بطش الحوثيين، إلى منطقة الكاذية مديرية المعافر.

وفي المعافر، استقر الشويع هو وأسرته (والديه واخوانه وزوجته وأولاده وأولاد أخيه الشهيد مجاهد الذي استشهد دفاعا عن تعز في معارك وادي حذران محيط جبل الهان وقريب من مصنع السمن والصابون غرب تعز ) هناك منذ خمس سنوات.

المصادر قالت إن الشويع - المجني عليه- هو شخصية اجتماعية وجعل طابعه الاجتماعي وتعامله مع الناس بأخلاق عالية وتقديمه الخدمات وحبه للخير للجميع  جعل منه شخصيه محبوبه لدى الناس ومقبولة ومرجعية في كثير من الخلافات هناك في منطقة نزوحه، وكان له دور كمصلح اجتماعي في أغلب القضايا في المنطقة الى جانب وقوفه مع قضايا قانونية بالتعاون مع النيابة، ونتيجة لذلك تقلص نفوذ البعض هناك ما استدعى التآمر عليه

أحد المصادر وهو أحد المقربين من الشويع، يدعم فكرة التآمر عليه من قبل أصحاب النفوذ، بتأكيده أن الشويع ليس له  أي مشاكل بينه وبين الآخرين، بل أنه كان دائما ما يسعى لحل مشاكل المنطقة.

بداية المؤامرة 

يقول المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، أنه في ليلة الوقوف بعرفة، تواصل المدعو "عبدالسميع" صديقه - وهو ذات الشخص الذي اعترف بارتكاب الجريمة - مع المجني عليه "نجيب" وطلب منه الحضور إلى منزله لحل خلاف بينه وبين أبوه وأمه، وكان الوقت حينها بعد منتصف الليل.

وكالعادة، توجه المجني عليه إلى منزل الجاني "عبدالسميع" الذي لا يبعد عن منزله سوى300 متر تقريبا، لكن قبل ذلك اتصل بصديق له يدعى نبيل الأديمي وأخبره بأنه سيذهب إلى منزل عبدالسميع لحل خلاف الاخير مع والديه، وفق المصدر ذاته.

تظليل 

يواصل المصدر سرد الحكاية فيقول: "بعد نحو ساعة، اتصل نبيل الأديمي إلى هاتف نجيب المجني عليه فرد عليه الأخير بصوت منخفض وحدثه قائلا : " يا نبيل اتصل بي وقول احنا جنبك في الجبل اينك الآن" وحسب الاتفاق اتصل به نبيل بعد ذلك فرد عليه نجيب "انا الان شرجع عندك انتظرنا" لكن نجيب لم يعد.

يعتقد المصدر أن طلب المجني عليه من الاديمي الاتصال والقول أنه بالقرب منه، كان بعد تيقنه أنه سيتعرض لجريمة، وذلك في محاولة منه لإخافة الجاني

وصلت الساعة الثانية بعد منتصف الليل ولم يصل نجيب، لكن رسائل من هاتفه كانت قد وردت إلى هاتف الاديمي.

الرسائل النصية 

الرسالة الأولى التي جاءت من هاتف المجني عليه إلى هاتف الاديمي تقول "الصباح لاقينا النشمه أنا معي عمل".

وبناء على ما جاء في الرسالة توجّه الاديمي إلى النمشة وهي منطقة بين مدينتي التربة وتعز عاصمة المحافظة.

وفور وصوله وكان ذلك يوم العيد، بدأ البحث عن نجيب لكنه لم يجده، فحاول الاتصال به لكن لم يجد سوى رسائل تصل من هاتفه فقط، حيث تلقى رسالة من هاتفه يقول فيها إنه سيذهب إلى مدينة إب وسيعود

في ثاني أيام العيد تواصل انقطاع الأخبار عن المجني عليه، فذهب شقيقه لتقييد بلاغ بأنه شقيقه مختطف، ولأن الاديمي كان يعرف أن المجني عليه سيذهب إلى  عبدالسميع، قام الأمن بإحضار الأخير.

اللوبي

يقول أقارب للضحية إن موقف إدارة أمن المعافر ومندوب البحث والمحقق تهاونوا بالتحقيق مع الجاني وتسبب ذلك بمشادة وتوتر مع شقيق المجني عليه ومع نبيل الاديمي.

"استمر الجاني أربعة أيام في إدارة الامن دون جدوى" يقول أحد المصادر المقربة من المجني عليه.

وعلاوة على ذلك، أصدرت إدارة الأمن أمرا بالإفراج عن الجاني بضمانه أبيه. 

تحرك أمن المحافظة 

بعيدًا عن اجراءات أمن المديرية، أرسلت إدارة أمن المحافظة مذكرة من النيابة بإحالة المتهم إلى مباحث أمن المحافظة، وبناء على ذلك تحركت 4 أطقم عسكرية وتم نقل الجاني إلى مباحث المحافظة، وتم التحقيق معه هناك واعترف بأنه اختطف نجيب وقام بقتله واخفى جثته في بئر تحت منزله عمقه عشرة أمتار، وهي بئر مهجورة.

وعقب الاعتراف، تحرك كل من عمليات اللواء 17مشاه العقيد عبده حمود الصغير ومعه طقمين من الحملة الأمنية بمعية الضابط عبدالجليل محمد أحمد الصبري، ووصلوا إلى نفس البئر الواقعة في شِعب تحت منزل الجاني وبالفعل وجدوا البئر والجثة بداخلها مدفونة، وقد بدى عليها التعفن.

تقول مصادر متطابقة، إن نقل الجاني إلى مباحث المحافظة واعترافه بارتكاب الجريمة ساء ضباط البحث والتحقيق في إدارة أمن المعافر.

وأضافت أن إدارة أمن المعافر وبعض ضباطها كان لهم الدور الابرز والمساهمة في إخفاء معالم الجريمة وأدواتها كما أنهم ماطلوا في التحقيق بالقضية

وأكدت أن هناك شبكه وخليه تآمرت على قتل المجني عليه نجيب الشويع ولم يكتفوا بذلك بل عمدوا الى اخفاء الجثة واخفاء أدوات الجريمة ومسرح الجريمة ومن بين هؤلاء ضباط في أمن المديرية وضابط في الأمن المركزي

وأمس قال مركز الاعلام الامني، نقلا عن مصدر امني في شرطة المحافظة، إن الأجهزة الأمنية عثرت على جثة المواطن نجيب محمد عبدالرحمن سلطان الشويع صباح أول أمس السبت والتي تم إخفائها من قبل الجناة في إحدى آبار المياه المهجورة في وادي العرم بمديرية المعافر.

وأوضح المصدر أن الأجهزة الأمنية بشرطة المعافر تبلغت الأحد الماضي الموافق 18 يوليو، عن اختطاف المجني عليه وأنه فور البلاغ تم مباشرة الإجراءات  والتحري عن الواقعة  وتوقيف خمسة أشخاص من المشتبه فيهم على ذمة  الواقعة.

وأكد أنه على إثر الإجراءات الأولية تم إرسال ملف القضية إلى إدارة البحث الجنائي لإستكمال الإجراءات وكشف غموض الواقعة وبعد جهد كبير والتركيز والتدقيق في المعلومات المتوفرة تمكن الضابط المحقق المكلف بالتحري وجمع الإستدلالات من تحديد الجاني وهو أحد المشتبه فيهم من الموقوفين ومحاصرته بالأدلة  ولم يكن أمامه أي مجال  إلا الإعتراف بقيامه بارتكاب جريمة قتل المجني عليه نجيب الشويع بالضرب العنيف بالعصي حتى فارق الحياة.

وعقب ارتكابه للجريمة قام الجاني بإخفاء  العصي وغسلها وإخفاء جوالات المجني عليه وإحراق ملابسه  ونقل الجثة إلى أحد الآبار المهجورة في منطقة وادي العرم مديرية المعافر وردمها بالتراب في محاولة منه لطمس ملامح الجريمة وإخفاء كل معالمها.

وأكد أنه تم صباح اليوم استخراج الجثة وأن الأدلة الجنائية تولت اتخاذ الإجراءات الفنية ونقلت الجثة إلى أحد مستشفيات المدينة

وأضاف أن الإجراءات لازالت مستمرة لمعرفة أسباب وملابسات الواقعة.



Create Account



Log In Your Account