عن أي دولة نتحدث؟
الأحد 29 أبريل ,2018 الساعة: 12:02 مساءً

لا أفهم صراخ بعض من نعتقد انهم ثوريين او حتى مسيسين وهم يتحدثون عن الدولة. وضرورة الانصياع لها كيف ما كانت.

عن أي دولة تتحدثون؟ دولة من؟

اما الاكثر غرابة, فهو ان البعض ينادون بالدولة التي يحتفظون بصورتها في اذهانهم, كأسوأ نموذج عرفتها الدول حتى الآن. اي انها تتجلى كأداة بطش وعنف. وهنا لا نعرف ما هو الفرق بين هذه الدولة وبين الفوضى؟

صحيح ان الدولة ستبقى محافظة على مفهومها كأداة قهر طبقي, مهما كان ادائها, لكن من الغريب حقا ان نتحول الى خصوم لأنفسنا ولمجتمعنا.

لماذا ثرنا اذا؟ لماذا نتخلى عن افق التحرير السياسي والاجتماعي؟

ان التشيع المبالغ به للدولة في وضع كهذا, يبقى امر غير مفهوم. بل وفي منتهى السذاجة. فالدولة اصبحت مجرد اداة للاستحواذ وتصفية الحسابات. وبدون ذلك لا تزال دولة المشائخ والعسكر وبعض الاسر. لا يزال من المبكر الحديث عن دولة الناس.

من يعتقد انه سينجو بنفسه لمجرد انه ينحاز للدولة كيف ما كانت يبقى واهما, بل انه يساعد المتربصين للقضاء على بيئة الفعل الشعبي واعادة تكبيل المجتمع من جديد.

هناك طريقين لمواجهة هذا الوضع: الاول ثوري من خلال الانحياز للمجتمع والناس وتنظيمهم والعمل معهم ولأجلهم. اي ان يكون هناك مقاومة بمضامين اجتماعية ووطنية وليس مجرد دفاع عن النفس وترك الامور الاخرى لطيش السلاح ومشاريع الغفلة. وهذا ليس فقط مدخل للدولة المنشودة ولكن بات يمثل الفرصة الوحيدة المتبقية امام بعض القوى لحماية وانقاذ نفسها.

وهناك طريق ثاني ذو طبيعة اصلاحية, ويتلخص في ضرورة انعاش السياسة, لكي تكون في مواجهة مباشرة مع نزعات تحويل الدولة الى خصم للمجتمع وللقوى السياسية واداة لتصفية الحسابات وتنفيذ الاجندة المشبوهة.


Create Account



Log In Your Account