صناعة السلام في اليمن (الحلقة الثانية)
الأربعاء 21 يوليو ,2021 الساعة: 05:03 مساءً

أبدأ الحلقة الثانية بنداء (جو شوا نكومو) لأطراف الصراع في بلاده زيمبابوي : 
إننا شعب واحد وهذا مبدأ يجب عليكم جميعا قبوله إننا أمة واحدة ولا يمكن لأحدكم إنهاء وابتلاع الآخر إنهم يقتلعوننا انهضوا جميعا وقولوا إنكم ستكونون أمة واحدة متحدة أمام من يريد أن يجتثكم جميعا.
وهذا لن يتحقق لنا إلا بنخب عقلانية تستطيع حمل الأمانة وتنظر لنفسها وشعبها بتقدير واحترام ونكون كالآخرين :
 كيف ينظر التركي لنفسه؟ كيف ينظر الإيراني لنفسه؟
كيف ينظر السعودي لنفسه؟ وكيف ينظر الإماراتي لنفسه؟
وبمقابل ذلك كيف ينظر اليمني ونخبه لذواتهم؟
ولو حاولنا أن نسبر أغوار تلك الحقائق سنذكرها بنقطتين :
النقطة الأولى :
من خلال مقابلات النخب بوسائل التواصل الاجتماعي يتضح مدى نظرة النخب الدونية لنفسها ولأهمية النخب نذكر الفرق بين كوريا الشمالية والجنوبية وهما بالأصل شعب وأرض واحدة ولكن بنظامين مختلفين؟ 
 فنخبة كوريا الجنوبية ارتقت بالإنسان وبالصناعة وأصبحت تتمتع باقتصاد يعد حادي عشر أكبر اقتصادات العالم، بينما ظلت كوريا الشمالية محاصرة معزولة بسبب نخبتها التي يعيش نصف سكانها في فقر مدقع وستتحول (لقبضاي) وبندقية للإيجار تستخدمها الدول كأداة اقليمية أو دوليه !!!

النقطة الثانية :
نذكر واقعتين لبعض الدول التي تعلن الوصاية على اليمن وكيف ينظرون الينا وإلى أنفسهم.
النموذج الأول
 الامارات وفي مقابلة متلفزة مع ولي العهد مع إحدى المواطنات إنها مستعدة تحرق نصف اليمن بنظرة دونية لشعب يتم قتله وتعذيبه ويسجن أبناء الوطن داخل وطنهم في اعتداء صارخ على سيادة اليمن وتم كل ذلك على مرأى ومسمع من الحكومة والنخب اليمنية وإذا ردت رئاسة الدولة توحي لمديبي عموم أو صحفيين بتوجيه السباب والشتم كرد وطني !!!!!
النموذج الثاني :
 دولة تضخ روح العنصرية في شعبها ونقاء دم أبنائها وأنهم الشعب المختار مقابل دونية حقارة غيرهم. 
ارفع راسك أنت سعودي غيرك ينقص وأنت تزودي.

من حق أي دولة ان تنظر لنفسها بتفوق على الآخرين وأن تطبق ماتشاء من قوانين داخل وطنها وسيادتها.
 لكن إذا تعلق الأمر بالاعتداء على وطن ما فمن حقهم الرفض لكل ما يهدد وطنهم بل واجب على كل مواطن أن يدافع عن بلده و ينيط من أمام بلده ولو حجرة صغيرة وكل بحسب استطاعته وموقعه.
ولولا خيانة الشرعية لما ظل التحالف في سكرتهم يعمهون وما يظنونه انتصارا سيكون وبالا عليهم جميعا
فلا يزال أبا رغال لليوم رمزا لخيانته لأبناء وطنه.
 ولا يزال التاريخ يسرد لنا غرور دول عظمى تورطت بدول ظنتها دول هشة وانها في نزهة لتدريب جيشها أو أنها مسألة شهر أو أقل فقد تورطت أمريكا في فيتنام وقتل من جنودها خمسة وخمسين ألف ومثلهم وأضعافه من الجرحى وخرجت تجر جراحها وكبريائها.
 ولم تتعلم روسيا الدرس فتورطت هي الاخرى في أفغانستان وخرجت هي الاخرى تجر أذيال الهزيمة وكانت أحد أسباب التعجيل بتفكك الاتحاد السوفيتي.

وأخيرا بقي سؤال الأسئلة نوجهه لكل النخب اليمنية وبالمقام الأول موجه لمن رشحناه وأقسم على القرآن الكريم أن يحافظ على اليمن وعلى كل مكتسباته.
 أولا ما يخص جانب الشرعية :
يوجه السؤال للناصري والإصلاحي والاشتراكي والمؤتمري وكلا بحسب مسؤوليته أين أنتم مما يحدث من إبادة لليمنيين؟ وكيف ستسلمون للجيل القادم اليمن أرضا وإنسانا؟

أتحدث عن نفس الكلمة التي قالها رئيس المخابرات السعودية والتي نقلها هيكل بأحد كتبه حيث قال :

إن مهمة أي ملك سعودي هو الحفاظ على أمن وحدود المملكة وكيف يسلمها للملك الذي بعده.

 لذلك نقول (للشرعية اليمنية) إنكم لا تمثلونا و سياساتكم وتحالفكم مكان تحفظ ورفض شعبي كامل.

السؤال للحوثيين من خلال متابعة سياسة الخبيط في المحافظات الجنوبية وسياسة الربيش بالمحافظات الشمالية استطعتم أن تنجوا منها وأصبحتم قابضين باسطين على مساحة جغرافية كبيرة .
وقبل أن يحدث ذلك ووفقا لدراستين أعدها مجموعة باحثين خلاصتها :

أنه ببدايات مسيرتكم كان المواطن العادي يقرأ حركتكم والصراع القائم أنه صراع ذو طابع قبلي وآخرون يرونه صراع جماعة معارضة للنظام القائم بسبب التمييز السياسي والاقتصادي 
 والبعض يرى أنه صراع التبس فيه عدم الرضا مع الهوية المذهبية مع عدم الرضا عن النظام والشعور بالحرمان والظلم.
وكان من الطبيعي مع فشل الثورة وغياب المجتمع الحقيقي كفاعل ثوري أن ينبثق المجتمع العميق والدولة العميقة وأن تسارع القوى الجاهزة إلى تكتيل نفسها للدخول بلعبة المفاوضات والوصول للسلطة سواء بالتنسيق أو بالقوة بفعل ضعف الثورة ولدولة وحدث ما حدث حتى وصلتم الى سدة الحكم في جزء من الجمهورية اليمنية.

وبعد وصولكم وسيطرتكم على العاصمة ومواجهتكم لتحالف كنتم تمثلون الشعب أكثر من هادي الذي يقول إنه يمثل الشرعيه التي ربما نحتاج الى عمر سيدنا (نوح) لنراها ولعقل (سقراط) لفهمها ولمعدة (عقاب) لنهضمها.

السؤال هل درستم جيدا الطريق الذي سرتم فيه
وانعكاسه على كامل اليمن ووحدته الوطنية؟ إن التنشئة السياسية بجرعة دينية موجهه طريق صعب يؤدي لمزيد من الاختلاف والصراع داخل المجتمعات ويخلق الإحساس بهويات متعددة تمزق ولا تجمع.

 أخيرا ماذا تحتاج اليمن
 تحتاج اليمن إلى أحزاب وقوى تعلي من قيمة (التسامح والحرية) في التنشئة السياسية والاجتماعية والدينية. وهو ما وقع فيه الفكر الإسلامي عموما حين أعلى من شأن العدالة وجعلها رقم واحد في مصفوفة الهوية الفكرية وهو ما أنتج نظرية الحاكم (العادل المستبد).
 بينما نجد بالتاريخ المعاصر الأمم الناجحة هي من جعلت في مقدمة مصفوفتها القيمية (الحرية والتسامح) ثم يليهما العدالة والمساواة وهو ما فعل من دور المؤسسات وغيب من دور الفرد وقلل من الاخطاء القاتلة التي تهلك الأمة.
 هذا إن أردنا أن نحظى جميعا بالاستمرارية والبقاء لليمن واحدا موحدا ونواجه كل التحديات الخارجية والداخلية.


Create Account



Log In Your Account