قرب خط النار
السبت 17 يوليو ,2021 الساعة: 09:36 مساءً

حين ارتقى أمين الوائلي شهيدا قبل أشهر في مقدمة صفوف الجيش وسبقه الحرملي وعبدالغني شعلان وغيرهم مئات القادة من ذوي الرتب العسكرية وآلاف الابطال من دون رتب عسكرية قال أيمن نبيل إن خريطة البطولة في الجيش واسعة جدا ومن مناطق شتى صنعهم الميدان.


في الغالب أؤ من بما يقول أيمن نبيل نظريا ، لكن اليوم في عرس إبراهيم غانم وهو جندي في جبهات الجيش حياته كلها في الجبهات منذ سبع سنوات، شعرت بمعنى البطولة وجدانيا تسري في الروح، ومع تدفق الدم ونبضات القلب.

كان الحضور متركزا على عشرات من زملاء العريس من الجبهات، أحدهم فقد عينه والآخر رجله أو أحد أطرافه،وقليلون هم الذين لم يصابوا حتى الآن بإصابة.


البهجة والطهر والنقاء كانت تغشى العرس وتحفه، لا تقتصر البطولة التي ذكرها أيمن نبيل على الحنكة العسكرية في الميدان تغلب مشروع الدمار الإمامي فقط، بل بطولة شاملة تكتسح مشاعر اليأس والإحباط في كل مناحي الحياة.

هنا لا أحد يتحدث عن السياسة وما ينبغي قوله أو لا، سمعت حديثين لجنديين قال الأول إنه تزوج بعد ست سنوات من الجبهة وهذا هو عمره، رد الآخر بأن موعد عرسه سيكون بهذا المعيار العام القادم.


لوهلة تذكرت عشرات المقالات والدراسات والتقارير التي تقول إن الحوثي حقيقة ثابتة في اليمن، وكم سخرت من نفسي أن شعورا كهذا يتسلل إلى نفسي ومثلي كثير، بينما يقف هؤلاء مستغربين من هذه الأفكار؛ هؤلاء الذين لا يأبهون للحوثي على الإطلاق!


عند كتابة هذه الفقرة رقص أحدهم في منتصف الثلاثينيات من عمره كما تقول ملامحه على رجل واحدة، بينما يعيش ملايين السكان بفضل الرجل الأخرى التي أبت السقوط وأسقطت الحوثيين ومن خلفهم الإيرانيين.

وأجزم يقينا أن لو وقعت المعركة أو حاول الحوثي التسلل في هذه اللحظات لما بقي أحد غيري يفكر بطريق الفرار وحياة الذل الذي يطلق عليه النجاة بالنفس وأنني مدني لا أقاتل، الحقيقة تتجلى الآن واضحة ليس ذلك سوى الجبن والخوار والضعف.

شهد هؤلاء مئات المعارك على مدى السنوات السبع الماضية، تجاوزوا كل الصعاب حين لم يكونوا يعرفون بعضهم إلا من خلال اللهجة أو الملبس أو اتصالات بسيطة وتنسيق بدائي.

بينما يرقصون الآن فرحا عارما يملأ المكان، عرفت معنى أن المقاومة هي الحياة، أن البطولة كل البطولة في المقاومة، وبينما هم يتمايلون رقصا غير آبهين بشيء كأنما هم حكام الجمهورية في أوج قوتها عرفت معنى هشاشة الإمامة.

بالأمس عاد هشام المسوري وهو يقول عن قادة الحكومة والسياسة في المنافي إنهم مثل بني إسرائيل لن يعودوا منها حتى يخرج منها الحوثيون ولن يدخلوا الباب أبدا أبداً لأن الرعب والخوار والهزيمة التي أثرت أصحابها بدلا من أن تنكسهم وتشعرهم بالهوان فاستقر ذلك في أفئدة القيادات السياسية والعسكرية والمدنية في الخارج.


لكن الشعب اليمني ليسوا بني إسرائيل وذاك ما يفهمه الملالي جيدا ويعدون صياغة مواجهتهم عبر الجبهة الأسهل والأضعف.


Create Account



Log In Your Account