تقرير يكشف جانبا من معاناة 18 يمنيا في سجون الامارات
الأحد 11 يوليو ,2021 الساعة: 11:37 مساءً
متابعة خاصة

تتضاعف محنة 18 يمنيًّا من المعتقلين السابقين في سجن غوانتانامو السيئ الصيت، بعد أن نُقلوا إلى الإمارات، بناء على اتفاقية بين الاخيرة والولايات المتحدة الأمريكية بهدف اعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع.

وأفرجت الولايات المتحدة عن معتقلي غوانتانامو ضمن وعود الرئيس السابق باراك أوباما بإغلاق هذا السجن، لكن الحرب المندلعة في اليمن منذ مطلع 2015 حالت دون عودة اليمنيين منهم.

وأفاد أهاليهم وتقارير حقوقية أن أبو ظبي تحتجزهم في سجن الرزين للعام السادس، في مخالفة لاتفاقية إعادة التوطين، بحسب الجزيرة نت.

واستقبلت الإمارات عددًا من اليمنيين، وفق الاتفاقية "المزعومة" التي بقيت سرية بينها والحكومة الأميركية.

ويقول حسين، وهو شقيق المعتقل بشير المرولة، للجزيرة نت، إن الغرض كان تأهيل ودمج المعتقلين في المجتمع كما حدث مع من نُقلوا إلى دول أخرى، مثل سلطنة عمان والسعودية وصربيا، وغيرها.

ويضيف المرولة "لكن الإمارات زجت بأخي حسين والبقية في السجن دون تهمة".

ومن جانبه قال نيك بيلز، وهو رئيس برنامج "السجون السرية" بمنظمة "ريبريف" للدفاع القانوني، إن الوعود -التي أُطلقت للمعتقلين اليمنيين الذين قضوا ما بين بين 13 و15 عامًا في غوانتانامو دون تهمة أو محاكمة- جرت خيانتها حين نُقلوا إلى الإمارات.

وأضاف للجزيرة نت أن المعتقلين أُعطوا وعودًا بأنه سيجري احتجازهم في مركز تأهيل سكني لمدة تتراوح بين 6 و12 شهرًا قبل إطلاق سراحهم، لكنهم تعرضوا للاحتجاز التعسفي والسري لمدة تتراوح بين 4 و6 سنوات.

وعاد المرولة فيقول "لم تسعنا الأرض فرحة حين نُقل أخي بشير إلى الإمارات بعد 15 سنة في السجن، لكن الفرحة صارت حزنًا حين أُعيد اعتقاله هناك".

غوانتانامو أفضل
ووفق الأهالي فإن المعتقلين حُظوا بمعاملة أفضل في غوانتانامو، إذ كانوا يجرون اتصالات مرئية مع أهاليهم بشكل منتظم، ومنذ وصولهم إلى سجن الرزين صارت اتصالاتهم محدودة جدًا.

وكانت قناة الجزيرة قد سلطت الضوء على الفظائع والانتهاكات في السجن الذي يُصنف بين أسوأ السجون العربية.

ويقول علي، وهو شقيق فهمي العساني أحد المحتجزين، إن الاتصالات مُنعت عن شقيقه لنحو شهر، وخلال مكالمة صوتية قصيرة أجراها مؤخرًا اكتفى بالقول إنه بخير، في إشارة إلى أن شقيقه مُنع من أن يقول كلامًا آخر.

ويضيف "يعاني أخي من إصابة في رأسه، ومنذ 6 أعوام زادت حالته سوءًا".

ويطالب الأهالي بنقل ذويهم لدول أخرى بدلًا عن الإمارات، وتقول أم بشير المرولة للجزيرة نت إن المعاملة في سجن الرزين صارت جحيمًا لابنها. وأضافت "لينقلوا ابني لأي دولة، أكثر من 20 سنة وهو في السجن… هذا الوضع لا يجوز، ابني معتقل دون تهمة".

واعتُقل بشير المرولة عام 2002 في مدينه كراتشي الباكستانية على يد الجيش، وعقب ذلك سُلم للقوات الأميركية التي نقلته لسجن باغرام الأفغاني في كابل، ومن ثم نقلته إلى معتقل غوانتانامو.

ويوضح حسين أن شقيقه سُمح له والآخرين بالالتقاء بشكل دوري بالمحامين والصليب الأحمر، خلافا للوضع بالنسبة للإمارات.

ويعلق رئيس برنامج "السجون السرية" بأن المعتقلين أكدوا تعرضهم للحبس الانفرادي، ولم يتلقوا الرعاية الطبية المناسبة، كما أن ذويهم أو محاميهم الأميركيين لا يعرفون مكان احتجازهم، والصليب الأحمر حُرم من الوصول إليهم.

وأضاف بيلز "حين طالب خبراء الأمم المتحدة بإطلاق سراحهم، لم ترد السلطات الإماراتية عليهم".

مصير أسوأ   
وقال مصدر بوزارة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان -للجزيرة نت، فضّل عدم الكشف عن هويته لكونه غير مخوّل بالحديث للإعلام- إن الحكومة اليمنية تعمل على نقل عدد من المعتقلين في الإمارات خلال الأيام القادمة، دون إيراد مزيد من التفاصيل.

لكن عائلات المعتقلين وذويهم يخشون أن يواجه المعتقلون معاملة أسوأ حال نقلهم إلى اليمن، وقالوا إن الوضع الحالي لا يسمح لهم بالعودة، إذ قد يواجهون الموت.

وقالت أم بشير للجزيرة نت "لينقلوا ابني إلى أي دولة مثل بقية المعتقلين، أما عودته إلى اليمن فصارت غير ممكنة".

ومن جانبه ذكر توفيق الحميدي رئيس منظمة سام للحقوق والحريات (يمنية غير حكومية) إن المعتقلين الذين نُقلوا إلى دول أخرى أُعيد تأهيلهم بموجب اتفاقية إعادة التوطين كالمعتقلين في سلطنة عمان التي استقبلت 36 معتقلًا.

كابوس
ويقول الحميدي إن سلوك أبو ظبي غير مبرر مطلقًا وليس له تفسير، عدا أن الأمر متعلق بسلوك الإمارات كدولة لا تحترم حقوق الإنسان، وتسعى لتقديم نفسها كشرطي لمكافحة الإرهاب في المنطقة.

ويشير إلى أن الولايات المتحدة تتحمل المسؤولية بالضغط على الإمارات لتحسين ظروف المعتقلين أو إعادة توطينهم في بلد يحترم حقوق الإنسان وكرامته، خاصة أن هؤلاء أُفرج عنهم بعد التأكد أنهم لم يعودوا يشكلون خطرًا.

ويقول الناشط الحقوقي اليمني محمد الأحمدي، للجزيرة نت، إن المعتقلين اليمنيين باتوا يفضلون العودة إلى غوانتانامو، في الوقت الذي يعيش أقرانهم في عُمان ودول أخرى بكرامة وأتيح لهم لم الشمل بعائلاتهم.

ويضيف "الإمارات ليست جديرة بمهمة إنسانية تجاه هؤلاء الذين قضوا سنوات طويلة في غوانتانامو وأخفقت الولايات المتحدة في إدانتهم، وتحاول الإمارات الآن هدر ما بقي من أعمارهم في ظروف احتجاز سيئة للغاية".

ويطالب المسؤول في منظمة ريبريف الولايات المتحدة والإمارات بإطلاق سراح المعتقلين، ولم شملهم بأسرهم وإنهاء ما وصفه بـ "الكابوس".

المصدر : الجزيرة


Create Account



Log In Your Account