الثلاثاء 15 يونيو ,2021 الساعة: 03:29 مساءً

متابعات خاصة
قال مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية في تقرير له صدر فجر الثلاثاء إن سلطنة عمان غير قواعد تعاملها مع الأطراف اليمنية التي كانت سائدة خلال العقود الماضية إلى سياسة جديدة تعمل لصالح الحوثيين.
وقال التقرير: سلطنة عُمان هي البلد الذي يملك أكبر حصة من النفوذ على الحوثيين بعد إيران. استضافت مسقط المسؤولين الحوثيين منذ عام 2015، وأمنّت للجماعة بيئة مرحبة وآمنة لإدارة مصالحها الدولية والانخراط سياسيًّا مع القوى العالمية والإقليمية. وفي حين أن مسقط ليست بالضبط منصة محايدة، لكنها تؤمّن غطاء كاف للاعبين الدوليين في التعامل مع وفد الحوثيين، وهو أمر لن يكون ممكنًا إذا ما كان مقر هذا الوفد طهران أو بيروت أو دمشق حيث تتمتع إيران وحلفاؤها بقدر كبير من النفوذ. وبالتالي، تمتلك عمان نفوذًا سياسيًّا استثنائيًّا على الحوثيين -نفوذ يأمل أصحاب المصلحة الآخرين المهتمين بالملف اليمني، والذين يفتقرون حاليًّا إلى وسائل للضغط على الحوثيين، الاستفادة منه.
ورصد التقرير ملامح تغير في السياسة العمانية التقليدية التي كانت تعمل كوسيط في الماضي، بدءا من السماح لمليشيا الحوثي بالعمل السياسي والتجاري والاقتصادي والعسكري من مسقط.
ورأى التقرير أن مسقط استغلت مليشيا الحوثي لمواجهة صراعاتها وخلافاتها مع كل من الإمارات والسعودية، وبالتالي وقفت مع مليشيا الحوثي الذي يكلفها تكلفة صغيرة في صراعات كبيرة.
وأضاف التقرير أن السلطنة العمانية وفرت للحوثيين ممرا ذهبيا لقادة المليشيا ودعما لوجيستيا، بالإضافة إلى عملها على تحييد خصوم الحوثيين في شمال اليمن مثل عائلة صالح ومشايخ القبائل الذين كانوا موالين له عبر استضافتهم في السلطنة.
وأشار التقرير إلى أن السلطنة استضافت أيضا خصوم التحالف من خارج الحوثيين مثل حسن باعوم من الحراك الجنوبي والشخصيات القبلية من المهرة التي تعارض التحالف.
وأضاف التقرير: وفي الوقت الذي أثبتت عُمان أنها أكثر استعدادًا لإضعاف السعودية والإمارات، فإنها حتى الآن تبدو غير راغبة في ممارسة أي ضغط حقيقي على الحوثيين، ويبدو أن الضغط الذي تمارسه حاليًّا يقتصر على محاولة إقناع الحوثيين باستقبال المبعوث الأممي الخاص والدبلوماسيين من الدول المنخرطة أو المهتمة بالحرب في اليمن.
ووفقًا لمصادر سياسية وأمنية وقبلية، اتسمت حدود عُمان مع اليمن بمرونة كبيرة لحركة قيادات الحوثيين وحلفائهم. وحسبما ورد في التقارير الإخبارية، وصل السفير الإيراني حسن إيرلو إلى صنعاء عبر عُمان في أكتوبر/تشرين الأول 2020. وبحسب فريق الأمم المتحدة للخبراء المعني باليمن، فإن أحد الطرق الأساسية المستخدمة لتهريب السلاح لجماعة الحوثيين تمر عبر مياه عُمان الإقليمية وحدودها البرية مع اليمن. وما لا ريب فيه هو أن مسقط كانت مقرًا لنمو الجماعة السياسي. ونظرًا للخدمات الحيوية التي تقدمها للحوثيين، لدى عُمان قدرة في ممارسة المزيد من الضغط على الجماعة، وبالتالي استخدام نفوذها لحث الحوثيين على تقديم تنازلات، فالحوثيون لديهم الكثير ليخسروه في حال غضب العُمانيون منهم.