مآلات الدم والنار… كيف نقرأ الحرب على غزه في سياق عابر للخبر الآني؟
الثلاثاء 18 مايو ,2021 الساعة: 10:04 مساءً

هل ستتغير موازين القوة على الأرض؟ ولماذا ستزداد الآلة الإسرائيلية وحشية والسياسة الاسرائيلية حمقا؟ سنجيب على هذا السؤال في  هذه سلسة  التغريدات التالية:

أولا: من الضروري أن نضع أي حدث في سياقه حتى نستطيع أن ندرك أبعاده ومآلاته: ما يحدث حاليا في #فلسطين جاء بعد انتفاضتين شعبيتين وثلاث مواجهات عسكرية، كلها وقعت في ظل اختلال في موازين القوة لصالح إسرائيل، ووجهت بقمع وحشي، لكن المدهش أن كل حدث مقاوم جاء أشد ضراوة مما سبقه.

ثانيا: الحرب الحالية جاءت نظريا في ظل لحظة ذهبية لإسرائيل: خنوع رسمي عربي، تمزق تعيشه حواضر العرب، ودعم دولي وأمريكي لامحدود، حتى ظن كثيرون أن القضية الفلسطينية صارت في عداد القضايا المتحفية، لذلك فإن وقع الانتفاضة الحالية وصداها الواسع مفاجيء للكثيرين .

ثالثا: الدعم الدولي والتطبيع العربي والانقسام الفلسطيني أصاب تل أبيب بعمى القوة، ودفع قادتها للاعتداء الهمجي على المصلين في شهر رمضان أمام أنظار العالم، هذه غطرسة حمقاء، وفيها بالطبع خير للمستضعفين، فالمتغطرس يفقد التوازن، ويخطيء في قراءة الواقع.

رابعا: الكيان الصهيوني الذي أراده الجيل المؤسس ليس بذات القوة التي كان عليها في السابق، والشعب الفلسطيني ليس بذات الضعف، لقد انتقل الفلسطينيون من التعلق بأوهام العملية السياسية وأوهام انتظار النصر من الأنظمة العربية إلى بناء منظومة مقاومة ذاتية.

لذلك تجد أن منحنى الفعل المقاوم بكل أشكاله يتطور مع كل جيل وبأدوات الجيل الجديدة.

خامسا: التطور الاستراتيجي الأهم هو توحد الموقف النضالي في عموم فلسطين التاريخية، لا سيما دخول فلسطينيي الداخل على خط المواجهة، وهذا التوحد غير مسبوق منذ عام ٤٨، وله تداعيات عميقة على زيادة القلق الوجودي للدولة العبرية، وانكسار وهم الرغد والاستقرار.

سادسا: أصبح جليا الآن أن القدس هي جوهر الصراع، وهذا ليس اكتشافا جديدا، لكن العملية السياسية العبثية والانقسام الفلسطيني والتخلي الرسمي العربي همش القدس في الخطاب السياسي وفي الفعل النضالي، ما يحدث حاليا هو استعادة البوصلة، وتبعاته ستطرق قلب كل مسلم في العالم.

سابعا: العالم يتغير، وموازين القوة الدولية المستقبلية ليست لصالح استيطان احلالي ولا لدولة فصل عنصري، تكلفة وجود كيان كهذا تزداد ثقلا على الضمير الإنساني مع الوقت، كما أن دور الكيان الوظيفي يقل مع تراجع المركزية الغربية، وهذا ما يجعل إسرائيل تزداد فزعا وعنفا.

ثامنا: الخوف الوجودي والقلق من المستقبل يصنع حالة من الارتباك الشديد والتطرف، وهذه ستصنع نزوعا نحو عنف وحشي. العنف الوحشي هو بالضبط ما سيفكك هذا المشروع العنصري، لقد أقلعت إسرائيل عبر ولوغها في دماء الأبرياء نحو هاوية سحيقة.

تاسعا: الصورة النهائية للغطرسة والعنف الوحشي لن تكون اسطورة الصمود في قلعة الماسادا، بل مشهد الهيلكوبتر الأمريكية في هانوي يتعلق بها الباحثون عن النجاة في الساعة الأخيرة، كما تنبأ عبد الوهاب المسيري رحمه الله.


Create Account



Log In Your Account