فلسفة المقاومة.. اليمن وفلسطين
الخميس 13 مايو ,2021 الساعة: 08:48 مساءً

فلسفة المقاومة 
اليمن وفلسطين
في كلا البلدين احتلال ..

مع فارق احتلال وحيد في فلسطين .
وعدة احتلالات في اليمن..

احتلال مباشر يمارسه المتوردون الهاشميون بقوة السلاح بحجة الإصطفاء الإلهي ..
واحتلال غير مباشر تمارسه إيران بدعم المتوردين  
واحتلال مباشر تمارسه السعودية والإمارات وتفرضان الحصار والجوع والفقر وتنتهكان السيادة اليمنية وتخضعان اليمن لأبشع أنواع الاحتلال تحت دعوى دعم الشرعية اليمنية وإعادة الإعمار ولم نر منها في واقع الحال سوى الدمار والتمزيق وكل صنوف القهر ..

الشعب الفلسطيني يقاوم الاحتلال منذ تسعين عاما لا يكل ولا يمل ولم يضعف بل يزداد قوة وثقة بقدرته وحقوقه المشروعة وعدالة قضيته ..

حينما تخلى عنهم العرب ودول الطوق تحديدا ..بدأ الفلسطينيون ممارسة الاحتجاج عبر الانتفاضة بالأحجار عام 1987 في مقاومة الاحتلال الذي يملك ترسانة من السلاح التدميري الهائل ..

كان بعض النشاز من العرب يعتبر المقاومة بالحجارة عبثا ..

وعندما بدأ يستعمل المفخخات والعمليات الانتحارية بعض العرب أطلق عليهم إرهابيين ممالأة للخطاب العبري ..

وعندما بدأ يصنع الصواريخ لمسافة خمسة كيلو ثم عشرين كيلو سماها محمود عباس نفسه أنها صواريخ عبثية ..ومثله العرب العبرانيين يستكثرون عليهم حق الدفاع المشروع ..

واليوم فاجأت المقاومة الفلسطينية العالم بترسانة صواريخ متوسطة وبعيدة المدى قادرة على تهديد أي بقعة في الأرض المحتلة مما اضطرت سلطة الاحتلا اغلاق كامل المطارات ..

ولا يزال العبرانيون العرب يصفون الفلسطينيين بأنهم تحت حكم حماس والجهاد الإسلامي وأن فعلهم إرهابي وهو مبرر لقصفهم واجتياحهم ..

تطورت أسلحة المقاومة وعززت مناعة الفلسطينيين بالقدرة على تهديد الخصم تهديدا مؤلما وفادحا ..
ولا نشك أبدا أن تفرض المقاومة مستقبلا خيارات الردع بالسلاح الدقيق والموجع - بغض النظر عن الفارق في ميزان القوة - لاسترداد الحقوق وانتزاعها بالقوة وإجبار القوى الكبرى على إعادة النظر في تطبيق القانون الدولي وتنفيذ خطة الأمم المتحدة في التقسيم وعودة النازحين ..

فكل احتراب مع العدو بالنسبة للمقاومة هو تجربة ضرورية لفحص دقة السلاح في التوجيه والقدرة الفعالة في الأثر ..

هذا كله يحدث وفلسطين تحت الحصار من الكيان العبري ومن القريب والبعيد ..

في اليمن لنا نخوض حرب سبع سنوات لم نستطع حتى اليوم استثمار مخرجات كليات الهندسة في صناعة سلاح ذاتي للدفاع عن اليمن واستعادة الدولة ..
مع أن الحوثيين أمام أعيننا طوروا قدراتهم الصاروخية والطائرات المسيرة وصناعة الذخيرة والقذائف ..

لم نستطع إدارة المناطق المحررة بكفاءة مقبولة ..
لم نحقق أمنا غذائيا أو مجتمعيا ..
لم نعمل على تنظيف الشوارع بالرغم من فرض الإيرادات والاتاوات على الناس بأبشع الصور ..
لم نحقق العدالة وإنقاذ القانون لحماية الناس ..
لم تصرف الحكومة الشرعية أو سلطة المتوردين مرتبات الموظفين ..
وكلاهما ينهب الأموال بشراهة للحساب الخاص ..
والسلطة الشرعية برعاية هادي تنهب الإيرادات بالعملة الصعبة إلى حسابها الشخصي في البنك الأهلي السعودي وليس إلى البنك المركزي للحفاظ على سعر العملة اليمنية ..

لم تحترم الحكومة الشرعية قراراتها في دفع مستحقات الطلاب المبتعثين بقرارات حكومية ..

لم تستطع الحكومة توحيد العملة وانتزاع المؤسسات الإيرادية من قبضة الحوثيين مثل شركة الاتصالات والانترنت والبريد والاحوال المدنية لإصدار البطائق ومكتب الإرصاد الجوي وأجور عبور الأجواء اليمنية وتوجيه العمل المنظماتي وفق القوانين اليمنية واحترام السيادة ..
وإمكانية هزيمتهم دون معارك حربية أو قتال ..

لذلك نجد الفرق واضحا بين شعب فلسطيني مقاوم خارجا عن سلطته التي تتعاون مع الاحتلال وراهنت عليه لتعيش ..
والحال ينطبق على الدلخ هادي الذي يعيش بالارتزاق والعمالة للخارج على حساب المصالح الوطنية ..

الشعب اليمني موبوء بنخبة حاكمة حالت دون وصوله إلى معنى الكرامة والإنسانية والحرية والاستقلال والمبادرات الشعبية التي تطيح بالعملاء المتآمرين وعدم الخضوع لسياساتهم الحقيرة ..

لقد أجبرت المقاومة الفلسطينية اليوم سلطة محمود عباس بتغيير الخطاب لصالح المقاومة وعدم الرهان على الاحتلال ..

المقاومة الفلسطينية تقدم نموذجا للتحرر من التبعية والاحتلال ومن السلطة العميلة .. مع أن الشعب الفلسطيني لا يعيش ذات المعاناة والحرمان والقتل والبطش والفساد والفوضى التي يعيشها اليمنييون ..

المقاومة الفلسطينية مدرسة ينبغي أن تتعلم منها كل الشعوب المقهورة .. فلا تسخروا منها حتى لا يسخر منكم التاريخ اليوم وغدا ..



Create Account



Log In Your Account