دعا لرحيل هادي... سيناتور أمريكي يقترح أن يكون اليمن مكانا لاختبار استراتجية أمريكية جديدة تجاه المنطقة
الثلاثاء 04 مايو ,2021 الساعة: 09:29 مساءً
خاص

يكثف السيناتور الديمقراطي في الشيوخ الأمريكي كريس ميرفي جهوده لحل الصراع في اليمن وفق استراتيجية أمريكية جديدة يعمل عليها مع مجموعة كبيرة من الديمقراطيين الأمريكيين.


وعقب مشاركته جولة المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن في لقاءات مسقط خلال اليوميين الماضيين، التقى ميرفي المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفث ومسؤولين أروبيين معنيين بالشأن اليمني يقيمون في العاصمة الأردنية عمان.

ويوجه ميرفي انتقادات حادة للسعودية ودول الخليج، وتساهلا مفرطا مع البرنامج النووي الإيراني وصواريخها الباليستية، ويدعو لمقاسمتها للنفوذ.
وكتب ميرفي أن استراتجية أمريكا في الخليج منذ 90 لم تعد فاعلة وصارت مكلفة وباهظة، وحان وقت تغييرها.


وقال ميرفي في مقال له قبل أيام إن علاقة واشنطن بدول الخليج العربية القائمة منذ ثلاثة عقود اعتمدت على أن تخوض أمريكا الحرب بالوكالة عن دول الخليج ضد إيران، وأن تغض طرفها عن القمع الشديد الذي يتعرض له المجتمع في الخليج للحفاظ على الأنظمة الحاكمة.


وأشار إلى أن تلك العلاقة صارت مكلفة جدا وكلفت أمريكا مليارات الدولارات، كما كلفت الخليج نفسه مليارات الدولارات في الإنفاق على التسليح.


ودعا إلى سحب واشنطن كل جهودها وقواتها من المنطقة والاعتماد على الدبلوماسية، وهو أحد أهم المطالب الإيرانية.


وكتب ميرفي: في عهد كارتر، اعتمدت الولايات المتحدة بشكل كبير على واردات النفط لتزويد اقتصادها بالطاقة، حيث استوردت 29% من نفط الخليج. وبعد عقدين من الزمن، لم يتغير شيء يذكر: ففي عام 2001 ، بقيت الولايات المتحدة تستورد 29 % من نفطها من الخليج. لكنها لم تعد منذ عام 1980 وحتى 2001 تعتمد على نفط الخليج. واليوم ، تنتج الولايات المتحدة نفس القدر من النفط الذي تحصل عليه من الخارج ، وتستورد 13 % فقط من دول الخليج. كما أنها تستورد الآن النفطا من المكسيك بكمية أكثر مما تستورده من المملكة العربية السعودية.


وأضاف أن استراتيجية كارتر التي نشأت عقب قطع النفط في الخليج في حرب73 أن أي اعتداء على النفط والخليج يعتبر اعتداء على المصالح الحيوية الأمريكية ويجب التصدي له بما في ذلك استخدام القوة العسكرية،  صارت فاشلة وعديمة القيمة وبلا فعالية.

ودعا ميرفي إلى استراتيجية أمريكية جديدة مع دول الخليج والمنطقة بما فيها اليمن وسوريا، حيث تشهدان صراعا مريرا منذ سنوات بسبب التدخل الأمريكي الفاتر والضعيف على حد قول ميرفي. على أن تقوم تلك الاستراتيجية على نهج: " الخطوة الأولى هي أن تنفصل الولايات المتحدة عن حروب دول مجلس التعاون الخليجي بالوكالة مع إيران. الحكومة الإيرانية هي خصم للولايات المتحدة، لكن سلسلة الصراعات الساخنة والباردة في المنطقة - في العراق ولبنان وسوريا واليمن - عملت ببساطة على تعزيز نفوذ إيران، وخلقت مستويات كارثية من المعاناة الإنسانية.".


كما تقوم الخطوة الثانية في الاستراتيجية التي يدعو لها العضو النشط والبارز في الشيوخ الأمريكي عن الديمقراطيين إلى تقليص الأسلحة الهجومية للخليج وهو أحد الأهداف التي تطالب بها طهران أيضا.


وقال مرفي ما نصه:" يجب على واشنطن التأكد من أنها تبيع أسلحة دفاعية حقيقية. فاليوم، يتم استخدام الكثير من الأسلحة الأمريكية بشكل غير مسؤول وفي انتهاك للقانون الدولي. وإن البعض الآخر، مثل بيع طائرات ريبر بدون طيار التي تم الإعلان عنها مؤخراً إلى الإمارات العربية المتحدة ، يغذي سباق تسلح إقليمي يتعارض مع المصالح الأمنية الأمريكية".


وأخيرا دعا ميرفي السعودية ودول الخليج العربية إلى فتح حوار شامل مع إيران لحل الصراعات في المنطقة عبر سياسة مزج "الخل بالعسل"، وإنشاء هيكل جديد للمنطقة.


وعن إمكانية اختبار هذه السياسة حدد ميرفي الصراع في اليمن بأنه النموذج الأسهل القابل للتطبيق على أن يكون هو الاختبار الأول لتلك السياسة، على أن تشمل رحيل رئيس الجمهورية هادي ودعا صراحة إلى ما بعد هادي.


 وأشار إلى " إن إدارة بايدن في وضع أفضل لاختبار استعداد المنطقة لهذا النوع من خفض التصعيد في اليمن. إن العناصر المفقودة، ضغوط ذات مغزى وحوار الثقة به، قد وصل الآن إلى مرحلة حيث قامت إدارة بايدن بوقف دعم الولايات المتحدة للعمليات الهجومية في اليمن وتعيين مبعوث خاص جديد لدعم عملية السلام التابعة للأمم المتحدة. وتعد الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي يمكنها تحريك الكرة إلى الأمام. وإذا ما تمكنت واشنطن من العثور على طريق صوب السلام في اليمن، حيث تتعايش حكومة يمنية شاملة بعد هادي مع قادة الحوثيين بينما تعيد البلاد بناءها بمساعدة دولية، فقد يكون ذلك برهان على مفهوم لحوار أوسع".

كما يدعو ميرفي إلى رفع العقوبات عن إيران، وتطبيق سياسات صارمة ضد دول الخليج العربية من بوابات حقوق الإنسان ونشر القيم الأمريكية في البلدان الخليجية لتعزيز النفوذ الأمريكي فيها والعلاقات بين الخليج وأمريكا.


Create Account



Log In Your Account