رويترز : هناك طريقة واحدة لهزيمة الحوثيين وإنقاذ مبادرة السلام السعودية
الأربعاء 21 أبريل ,2021 الساعة: 01:19 صباحاً
متابعة خاصة

قالت وكالة رويترز، إن هناك طريقة واحدة لهزيمة الحوثيين وإنقاذ مبادرة السلام التي قدمتها السعودية أواخر الشهر الماضي، لإنهاء الحرب الدائرة في البلاد منذ سبع سنوات.

وأوضحت الوكالة، نقلا عن مصدر وصفته ب"دبلوماسي كبير" مقيم في المنطقة، أن الطريقة الوحيدة لهزيمة الحوثيين هي تكبيدهم خسائر كبيرة تصل بهم إلى نقطة يفقدون فيها دعم القبائل.

وأكد المصدر أنه لا يمكن إنقاذ مبادرة السلام إلا من خلال "حالة جمود ضارة للطرفين" تصل فيها خسائر الحوثيين إلى نقطة يفقدون معها دعم القبائل، مردفا أن الحركة استبدلت مجموعة المقاتلين المخضرمين الذين فقدتهم خلال القصف الذي شنه التحالف بشبان بلا خبرة.

وأضاف "لو تم تخيير الحوثيين بين وقف إطلاق النار والاستيلاء على مأرب فسيختارون على الأرجح الاستيلاء على مأرب".

وفي السياق، قال مصدران مطلعان ودبلوماسي، لرويترز، إن المعركة من أجل السيطرة على منطقة مأرب الغنية بالغاز في اليمن تؤدي إلى تعقيد الجهود الأمريكية من أجل التوصل إلى هدنة ضرورية لإنهاء الحرب المستمرة منذ ست سنوات وضمان تحقيق الرئيس جو بايدن مكسبا في السياسة الخارجية.

واقترحت مبادرة سلام للأمم المتحدة والولايات المتحدة، قدمتها السعودية في مارس آذار، وقف إطلاق النار في أنحاء اليمن وإعادة فتح المطارات والموانئ البحرية من أجل تعزيز الجهود لإنهاء صراع مدمر يُنظر له على نطاق واسع باعتباره حربا بالوكالة بين السعودية وإيران.

وتتعرض الرياض، التي تقود تحالفا عسكريا يقاتل الحوثيين، لضغوط متزايدة من أجل إنهاء الحرب منذ أن لمح بايدن إلى أن واشنطن لن تدعم التدخل بعد الآن ومع تحذير الأمم المتحدة من مجاعة وشيكة في اليمن، وفق الوكالة.

غير أن المبادرة توقفت منذ أن قدم الحوثيون، المتحالفون مع إيران، سلسلة مقترحات مضادة بينها هدنة على مراحل قد تتيح لهم الوقت الكافي للاستيلاء على مأرب، آخر معقل للحكومة المدعومة من السعودية.

وفي تطور قد يصيب مبادرة السلام بالشلل، اشتد القتال في الأيام الأخيرة مع مضي الحوثيين قدما في هجومهم للسيطرة على مأرب والذي، في حالة نجاحه، سيقوى موقف الحركة في أي مفاوضات سياسية مستقبلية.

حصار
يتجول المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج ومبعوث الأمم المتحدة مارتن جريفيث في المنطقة لإجراء محادثات في محاولة لكسر الجمود وضمان وقف لإطلاق النار لكن دون جدوى حتى الآن.

وتقضي مبادرة الأمم المتحدة والولايات المتحدة بإعادة فتح مطار صنعاء والسماح باستيراد الوقود والمواد الغذائية عبر ميناء الحُديدة، وكلاهما يخضع لسيطرة الحوثيين. لكن الحركة قالت الشهر الماضي إن هذه الخطوات غير كافية.

وقال مشاركان في المحادثات لرويترز إن القضية الرئيسية حاليا هي الترتيب، إذ يصر الحوثيون على رفع كامل للحصار يتبعه وقف تدريجي لإطلاق النار ووقف هجمات الحوثيين على السعودية والضربات الجوية للتحالف في اليمن ثم هدنة مع الحكومة اليمنية.

وقالت مصادر عسكرية إن الضربات الجوية للتحالف هي الشيء الوحيد الذي يحول الآن دون سقوط مأرب، التي تحوي حقولا ضخمة للنفط والغاز، في يد الحوثيين الذين تقف قواتهم حاليا على بعد 15 كيلومترا غربي المدينة وبحوزتها أسلحة أكثر تطورا من تلك التي مع القوات الحكومية.

ولاقى مئات المقاتلين من الجانبين حتفهم في الصحراء، لكن الجيش ومصادر محلية قالت إن الحوثيين تكبدوا خسائر أكبر في صفوفهم في أسوأ اشتباكات تشهدها الحرب منذ عام 2018.

وقال الجيش الموالي للحكومة ومصادر محلية إن الحوثيين أرسلوا آلافا من المقاتلين إلى منطقتي الكسارة والمشجع قرب مدينة مأرب التي توفر تضاريسها بعض التغطية. 

وتقول الأمم المتحدة إن القتال في المنطقة شرد نحو 13600 شخص منذ فبراير شباط وأضافت أن أربعة مخيمات للنازحين أغلقت بعد أن تعرضت لقصف أصاب العشرات مما زاد من شدة التكدس في مخيمات أخرى.

وتستضيف مأرب 60٪ من عدد النازحين اليمنيين البالغ عددهم أربعة ملايين، وفق احصائية رسمية.

وقتلت الحرب عشرات الآلاف في اليمن وتسببت فيما تصفه الأمم المتحدة بأكبر أزمة إنسانية في العالم مع مواجهة ملايين لخطر المجاعة.



Create Account



Log In Your Account