عن الموت وحقيقته ودوره
السبت 27 مارس ,2021 الساعة: 10:36 مساءً

لاتفزعوا من الموت قرب أو بعد، طال أم قصر، قل أم كثر.

عاملوه كماهو.. وبمايستحق فهو جزء أساسي من حياة البشر العميقة والطويلة والمتعددة الصور والجوانب التي قد تبدو غامضة.

الموت حالة من حالات الخلق لصيق بالحياة وصور من صورها.

الموت حالة مألوفة وليس كائنا غريبا.. ويجب أن لا ينظر إليه باعتباره غريبا ولا حتى مخيفا.

الموت هو الوجه الاخر للولادة ونهاية رحلة وبداية اخرى.. بل هو بداية لمرحلة أهم وأثرى في حكاية الوجود ورحلة الإنسان.

الموت ياصاحبي هو المفتاح الأبرز لكثير من حالة الغموض والخطوة الأولى نحو اليقين.

العارفون يرون في الموت انطلاقة مهمة من القيود.. وتحرير حقيقي للروح من قفص الطين الحاجب للرؤية والنور واليقين.. والمانع لإقامة النعيم.

إن الموت هو نهاية حالة النفي التي حكم بها على الإنسان.. وبداية العودة من دار الغربة غريبة إلأطوار الى الخلود.

الخلود هي الصفة المناسبة للروح الذي يعيش في الدنيا أقرب إلى حالة غربة مريرة وغيبوبة.. أو أشبه بحلم المنامات فلاشيئ له قيمة ولاشيئ ذا وزن في دوامة الفناء التي تلازم هذه الدار كخاصية تفرغ الحياة من جوهرها لتتحول إلى(لعب ولهوا) (ويوما أو بعض يوم) طالت أو قصرت ضاقت أو اتسعت لافرق .

إنه لمن المعرفة وعين الحكمة أن يتعامل مع الموت كما هو كمخلوق أليف وظيفي يودي دوره لإعادة الإنسان إلى داره وصوابه وإخراجه من غيبوبة دوران الزوال على راسه.. وتخليصه من فزاعات الخوف على الوهم والخروج السليم من غصة التشبث بالسراب والظل الزائل.


Create Account



Log In Your Account