منتدى دولي : مارب ليست أرضًا مثالية لمقاتلي الحوثي والمعركة فيها فاصلة في مسار الصراع
الأربعاء 03 مارس ,2021 الساعة: 10:04 مساءً
متابعة خاصة

قال منتدى دولي، إن الحوثيين يواجهون في محافظة مأرب، أصعب تحد عسكري لهم حتى الآن، مشيرا الى انهم اضطروا لإلقاء الكثير من مواردهم العسكرية والبشرية المهمة في معركة مأرب، في الوقت الذي يواجهون فيه تحديات في جبهات مهمة أخرى، في تعز والحديدة وصعدة.

وقال منتدى الخليج الدولي في تحليل كتبه نائب السفير الامريكي الاسبق في اليمن نبيل خوري، وفق ترجمة الخليج الجديد، إن مأرب، المحاطة بأميال من التضاريس الصحراوية المنبسطة، ليست أرضًا مثالية لمقاتلي الحوثيين، الذين هم أكثر مهارة واعتيادًا على المناطق الجبلية الوعرة.

 وأضاف "تنتشر قوات الحوثيين دون أي غطاء خارج المدينة، مما يجعلهم أهدافًا سهلة للقصف الجوي والأرضي، وفي حين لا توجد أرقام موثوقة، تفيد التقارير أن خسائر الحوثيين في مأرب مرتفعة للغاية، وحتى لو سيطروا بشكل كامل على المدينة، فإن القوات المطلوبة لاحتلالها يمكن أن تضعف سيطرتهم على مناطق ومدن مهمة أخرى".

وتعتبر قيمة محافظة مأرب اقتصادية في المقام الأول، فهي تحتوي على معظم النفط والغاز المنتجين حاليًا في البلاد، ولكنها أيضًا ذات أهمية استراتيجية هائلة، نظرًا لموقعها. وبما إنها تعد محور دفاع قوي عند التلال المؤدية إلى صنعاء، فإن السيطرة على مأرب ستسمح أيضًا للحوثيين بقطع أي دعم بري من الشمال إلى حلفاء "التحالف العربي" في حضرموت والجنوب.

وإذا شن الحوثيون هجومًا في المستقبل، فإن سيطرة قوية على مأرب ستسمح لهم أيضًا بإرسال قوات إلى حضرموت في الشرق وشبوة في الجنوب. وسيسهل الاستحواذ على شبوة الانتقال إلى شاطئ البحر شرق المكلا، ويقطع أي دولة جنوبية محتملة في المنتصف.

ويوجد نفس دافع الحوثيين لمحاولة الاستيلاء على مأرب لدى القوات المناهضة للحوثيين، مما يقودهم إلى التجمع لمواجهة كبيرة هناك. وقد تم تعزيز قوات الرئيس "هادي" من قبل القوات الموالية لنائبه "علي محسن"، والقوات العشائرية من مأرب، والقبائل الساخطين من الجوف والبيضاء. وبالإضافة إلى ذلك، فإن المحادثات جارية من أجل انضمام قوات من الساحل الغربي (قوات طارق صالح حول الحديدة)، وكذلك مقاتلين جنوبيين من الضالع.

خوري شدد على ضرورة أن تكون القوات المناهضة للحوثيين تحت قيادة واحدة لتشكل تهديدًا حقيقيًا، مشيرا الى ان "هذه عقبة لم يتم التغلب عليها بعد، فطوال فترة الصراع، قاتلت هذه القوات ضد بعضها البعض بقدر ما قاتلوا الحوثيين، وسيتعين على قادتهم دفن خلافاتهم، على الأقل مؤقتًا، للقتال بفعالية في مأرب" في إشارة الى معارك الشرعية مع قوات المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي المدعومة إماراتيا.

معضلة التحالف
مع ضغط إدارة "بايدن" لإنهاء الحرب في اليمن، يبدو التحالف الذي تقوده السعودية مترددًا في الالتزام بالقتال المستمر في مأرب، يؤكد خوري.

وتشكو القوات المناهضة للحوثيين من أن الغارات الجوية ضد الحوثيين لم تكن قادرة على دعم العمليات على الأرض بشكل كامل، ولا تزال الأضرار الجانبية من هذه الغارات كبيرة.

وقال المسئول الامريكي السابق، ان رغبة الدول العربية في تكوين علاقة قوية مع الإدارة الجديدة في واشنطن قد تكون أقوى من رغبتها في مساعدة اليمنيين على المضي قدمًا في حرب لا يمكن الفوز بها في نهاية المطاف. 

واشار إلى أن واشنطن تعيد تقييم موقعها الاستراتيجي في الخليج، وبالتالي فإن دعم الرياض لشركائها اليمنيين في عملية عسكرية كاملة سيكون الآن أكثر صعوبة من السنوات الأربع الماضية.

وقال ان وقف إطلاق النار المتزامن هو السبيل الوحيد المعقول للخروج من الأزمة، مع مكافآت على التعاون وإجراءات عقابية ضد أولئك الذين يرفضون القيام بذلك.

واضاف "أمام الحوثيين خيار مهم عليهم القيام به، فإما يسمحون لخطابهم الأيديولوجي بدفعهم إلى الزاوية الإيرانية المحدودة في الشرق الأوسط، أو أن يكونوا محاورين براجماتيين من أجل السلام". 


Create Account



Log In Your Account