كشفت صحيفة لندنية عن ترتيبات لإجراء مشاورات مرتقبة بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيًا، لاستكمال ما بقي من عملية تنفيذ اتفاق الرياض. ونقلت صحيفة "العربي الجديد" اللندنية، عن مصادر سياسية من الطرفين قولها، إن هناك مشاورات جديدة لم يحدد موعدها بعد، يجري الإعداد لها بين الحكومة الشرعية و"المجلس الانتقالي"، للبحث في تنفيذ ما بقي من آلية تنفيذ اتفاقية الرياض في جميع المجالات، سياسياً وعسكرياً وأمنياً، اقتصادياً. وأضافت المصادر التي فضلت عدم ذكر اسمها، إن قيادات من الشرعية و"المجلس الانتقالي" "ستتوجه خلال الأيام المقبلة إلى الرياض، للبدء بمناقشة عدة مصفوفات، بعد أن ظهرت ملامح استقرار منذ عودة الحكومة، وتوقف التوتر سياسياً وعسكرياً وإعلامياً، وظهرت ردود فعل إيجابية من الطرفين، داخل الحكومة وخارجها، تمهد لاستكمال النقاشات، بحسب الصحيفة. وأشارت إلى أن "هناك رغبة من الطرفين لإنجاح الاتفاق ودعم الحكومة وتماسكها واستمراريتها، وأظهر الجميع نيّتهم بذلك عبر وقف الأعمال العدائية كافة". وتشير معلومات تحدث عنها ناشطون وصحافيون، فضلاً عن مقربين من "المجلس الانتقالي" لـ"العربي الجديد"، إلى أن رئيس المجلس عيدروس الزبيدي قد يعود خلال الأيام المقبلة إلى عدن، ويلتقي بقيادات المجلس، ووفد التفاوض الموجود في عدن، ثم يغادر بعدها مع وفد "الانتقالي" التفاوضي، إلى الرياض. وذكرت الصحيفة أنه من المقرر أن يجري نقاش في الرياض بالجانب الأمني والعسكري، ودور "المجلس الانتقالي" والجنوبيين في المرحلة المقبلة، في ما يخصّ الصراع في اليمن بشكل عام، ودوره في مسار الحرب والسلام. وعلى الرغم من أن الحكومة والمجلس الانتقالي كانا قد قطعا الشوط الأساسي للاتفاق، حيث تم تشكيل حكومة جديدة مناصفة بين الشمال والجنوب، وتعيين محافظ لعدن من قياداته، فإن بنود الشق العسكري والأمني ما تزال تواجه عقبات وعراقيل كثيرة، في ظل رفض الانتقالي التجاوب مع طلب سحب السلاح ودمج قواته في المؤسسة العسكرية للدولة. وفي تصعيد جديد، أعلن المجلس الانتقالي في 18 فبراير الجاري، إنشاء ما يسمي بـ"هيئة العمليات المشتركة للقوات المسلحة الجنوبية"، وذلك بعد أسابيع من إعلانه تأسيس قوات أسماها بـ"حزام طوق عدن" ليضع بذلك عقبات جديدة في وجه القيادة السعودية في عدن المكلفة بتنفيذ الاتفاق، ما دفع مسؤولين في الحكومة إلى المطالبة باستكمال تنفيذ اتفاق الرياض. والخميس، طالب وزير الداخلية اللواء الركن إبراهيم حيدان، نائب رئيس فريق التنسيق والارتباط السعودي لتنفيذ اتفاق الرياض العميد بندر الخضراوي، بتكثيف الجهود لتنفيذ الشق العسكري والأمني من الاتفاق.