الإنسان بين الحرية والخنوع
الجمعة 19 فبراير ,2021 الساعة: 05:42 مساءً

 

(مقال من وحي قلم المياحي)

 

الشخصية الفذة المناضلة والشجاعة (نموذج القردعي. علي عبد المغني.. الثلايا ..اللقية الهندوانة ..والاستاذ النعمان.. فيصل بن شملان ..عمر الجاوي.. جار الله عمر  ..محمد علي عثمان )

هي شخصيات توحي بأن العزة والأنفة والحرية والتمرد على العبودية هي خصال ليست مكتسبة بالمطلق وفق نمط تربوي يمكن تعلمها بالمدارس أو الأسرة ..

بل هي صفات في جزء منها معطى فطري موهوب ..

وهو ما يفسر اليوم خنوع أساتذة الجامعات والتربويين وعموم الموظفين وهم بمئات الآلاف الإستجابة والخضوع التام دون مقاومة سلبية كما دعا إليها غاندي .. برفض الاستجابة والامتناع ..

إضافة لبعض المواطنين الذين يبالغون بالعبودية بحشد أبنائهم إلى الجبهات للموت في سبيل الحوثي ..

ما الذي يدعو أناسا يعملون دون أجر طيلة خمس سنوات دون موقف يذكر ؟! ..

ما الذي يدعو أناسا للدفع بأبنائهم إلى الموت تحت راية الإرهاب الحوثي ؟!

بينما في المقابل نجد رجالا أحرارا في الجبهات دون راتب ايضا لا يثنيهم عن عزمهم سوى الموت ..

أعرف صديقا لي بتعز تعرض للاستهداف والجرح عديد المرات ..وفي كل مرة يتعالج ويعود إلى الجبهة ..

هذا النوع من الشخصيات العنيدة والكريمة يشكل مجموعها في أي أمة القلب النابض .  وهذا المجموع الحر هو من يصنع التاريخ ببذل التضحيات دون حساب للمصلحة الشخصية ..

وهم من يواجهون الحوثي في معظم الجبهات دون أي مصلحة ..أو خوف من الموت ..

للأسف ..

لو وجد الشعب اليمني ظهيرا سياسيا يدعم تحركاته ضد الحوثيين لنشأت مقاومة شعبية تطيح بالحوثيين بأكثر من طريقة.. كما تصدر بعض هؤلاء الشجعان في الشعاور بالعدين وفي بعدان وفي القفر وفي عتمة وفي حجور وفي الحيمة تعز ..

لقد خذلت السلطة الشرعية هذا المجموع الحر من الناس في ربوع اليمن في مناطق سيطرة الحوثيين حينما تركتهم يواجهون مصير أنفسهم  دون عون أو سند .

أثبتت هذه الحرب أن غالبية الناس يؤثرون السلامة والعبودية على الكرامة والحرية في ظل غياب أي ظهير سياسي للروح المقاومة لدى الأحرار .

والحوثيون يسعون إلى كسر الشخصية اليمنية الحرة لخلق شعب من العبيد .. حتى يدين الجميع لحكمهم دون اعتراض ..

 


Create Account



Log In Your Account