سؤال عن ثورة 11 فبراير
الخميس 11 فبراير ,2021 الساعة: 10:09 مساءً

بعد عشر سنوات من ثورة فبراير يتساءل البعض:  أين ذهبت الثورة وماذا حققت ؟

والحقيقة أن الثورة، أي ثورة شعبية، تقوم على جناحي الأمل والثقة بالحق وببنهما تتخلق إرادة صلبة لاتلين ولاتقترب من خطوط الإحباط ولا تفكر بالتوقف حتى تصل إلى الحق والهدف.

طال الزمن أو قصر وهنا لايعود الزمن أمرا جوهريا، فهو يمضي على أية حال وتصل الثورة إلى مداها، فبقاء الأمل والثقة المدفوع بإرادة لا ترتبط بزمن أو ظرف هو الهدف الأساسي من الثورات والبقية تفاصيل ومسألة وقت

ومن هنا يأتي أهمية عقيدة الحق الذي تحمله إرادة محفوفة بأمل لاينطفئ وثقة لا تموت.

لقد كانت ثورة ١١ فبراير تعبيرا عن وعي متراكم عبر الأجيال ولم تخرج فجأة...

هذا التراكم أوجد روحا متوثبة ومجتمعا قويا واعيا وإيجابيا وهذا بحد ذاته هدفا. . .

الثورات لا تقتصر على هدف محدد، بل أهدافا متتابعة ومترابطة وأهم أهدافها إيجاد مجتمعا قويا وواعيا،  وبقاء هذه القوة وهذا الوعي هي النتيجة الأهم التي تبقي على الثورة مستمرة، متجددة تلتهم الزمن وتقاوم كل المؤامرات وتنهي كل الأفخاخ والحواجز التي نصبت في الطريق..

إن الثورات المضادة تركز على شيئ واحد وهدف واحد: قتل الروح القوية للثورة، المتمثل بالأمل والثقة كجناحين يبقيان الإرادة مشتعلة تنهض من بين الرماد والركام والحرائق، وهو التحدي الذي  تعلن عنه هذه الجموع في الساحات والشوارع بعد عشر سنوات وتلك الجبهات في مأرب وتعز، وبقية الجبهات المشتعلة بالدم والنار والوعي بالقضية التي تبلورت من الساحات إلى الجبهات، فالجبهات صورة متقدمة لساحات الثورة وشكل من أشكالها الإضطرارية، حيث تناضل من أجل نفس الأهداف.

أن الشعوب لا تموت ما دامت إرادتها حية ووعيها يقظ،  وهذا ماصنعته ثورة فبراير التي تستوعب الزمان وتتغلب على كل الظروف والمؤامرات،  وترى النصر أمامها أكيدا بينما تتلاشى كل القوى المعادية لحق الشعوب الحية واحدا بعد الآخر.

طالما وروح الثورة متوهج، وطالما والأمل يتبرعم كل يوم من بين الحرائق، والثقة بالحق تزداد صلابة وتخلق وعيا وإرادة، فإن الشعب اليمني، سيبقى يتجدد كل يوم، متسلحا بتراكم الوعي والتضحيات والثورة الممتدة من بداية القرن العشرين وصولا إلى يومنا هذا، بداية القرن الواحد والعشرين وهي الآن أكثر انتشارا وقوة وأقرب إلى تحقيق الهدف الكبير رغم كل الدخان والغبار الكثيف. .

وطالما والمسألة مسألة وقت، فإن الوقت يمر والطغيان يتلاشى، فقط ابقوا على أملكم متفتحا وثقتكم بالحق عالية لتمتلكوا قوتكم كشعب لاينكسر ولايعرف في قاموسه اليأس ولا المستحيل.

وشعب بهذه الصفات والقوة، يسقط العالم كله أمام قدمي حقه المقدس.

وما ضاع حق وراءه شعب مطالب ومتسلح بالإيمان، يتجاوز الزمان وأمل حده السماء، ولله الأمر من قبل ومن بعد.


Create Account



Log In Your Account