أثارت تصريحات رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، عيدروس الزبيدي، بشأن رغبته بالتطبيع مع إسرائيل، انتقادات مكونات سياسية جنوبية واعتبرتها خيانة عظمى وأمر كارثي.
وقال الزبيدي في تصريح لفضائية "روسيا اليوم" يوم الثلاثاء، إن المجلس لديه نية التطبيع الكامل مع إسرائيل في حال استعادة دولة جنوب اليمن. وأوضح الزبيدي، استعداد المجلس لفتح سفارة لإسرائيل في العاصمة عدن، واصفا تطبيع العواصم العربية مع تل أبيب بـ"العمل المثالي" لتحقيق السلام بالمنطقة. وخلال عام 2020، وقعت أربع دول عربية اتفاقيات تطبيع مع إسرائيل بوساطة أمريكية، هي الإمارات والبحرين والسودان والمغرب. وكان الزبيدي قد وصل الأحد الفائت، إلى العاصمة الروسية موسكو قادمًا من الإمارات على رأس وفد من الانتقالي، تلبية لدعوة وجهت إليه من الحكومة الروسية حسب ما أعلن المجلس، وهي الزيارة العلنية الثانية وسط أنباء عن زيارات سرية سابقة. ويرى أمين عام حزب جبهة التحرير ورئيس لجنة الوفاق الجنوبي علي المصعبي، استحالة نجاح القضية الجنوبية العادلة على حساب القضية الفلسطينية. وقال المصعبي، في تغريدة عبر حسابه على تويتر: "فلسطين منا ومعاداة محتلها من صميم أخلاق ثورة شعبنا التحررية ونؤمن بسلام عادل يحقق الاستقرار بحل الدولتين". بدوره، وصف رئيس تجمع القوى الجنوبية عبد الكريم السعدي، تلويح المجلس الانتقالي بالتطبيع مع إسرائيل بـ"الكارثي". ودعا السعدي،، المجلس الانتقالي إلى ترتيب الأولويات بـ"تحرير القرار السياسي والعسكري من التبعية للكفيل الإقليمي (في إشارة للإمارات) قبل اللهاث وراء التطبيع". وقال السعدي في تصريح نقلته وكالة "الأناضول": "يجب أولا التطبيع بين الفصائل الجنوبية المتصارعة باليمن، لاستعادة الجنوب كدولة مستقلة، قبل طرح مقترح التطبيع الذي يقرره أو يرفضه الشعب". في السياق، قال القيادي في الحراك الجنوبي عبد الكريم قاسم، إن "الخلاف مع المجلس الانتقالي ليس لأنه حرف مسار الثورة لخدمة أجندة الإمارات في اليمن، وإنما هو خلاف فكري عقائدي". وأوضح قاسم في تدوينة على حسابه بموقع فيسبوك: "نحن نرى أن فلسطين قضية الأمة جمعاء، ومسألة التطبيع مع العدو الصهيوني خيانة عظمى". كما دعا أيضا "مناصري المجلس الانتقالي بالعودة إلى رشدهم وإيقاظ ضمائرهم، والأخذ بجادة الصواب، بعيدًا عن الارتهان للخارج". يشار إلى أن رغبة المجلس الانتقالي المدعوم من أبوظبي في التطبيع مع إسرائيل ليست وليدة اللحظة، حيث سبق وأن أعرب المجلس عن موقف إيجابي من التطبيع الاسرائيلي، كما أنه يؤيد حل الدولتين. وفي 21 يونيو 2020، كشفت وكالة أنباء "إسرائيل اليوم"، عن مباحثات سرية جرت بين المجلس الانتقالي ومسؤولين إسرائيليين. وفي الأشهر الماضية، تحدثت وسائل إعلام إماراتية، أن الإمارات تسعى لإتاحة فرصة لإسرائيل لإقامة قواعد تجسس في مناطق خاضعة للمجلس الانتقالي. واعتبر تقرير لمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، نُشر في سبتمبر الماضي، تسهيل الإمارات للانخراط الأمني الإسرائيلي في خليج عدن بأنه سيؤدي إلى تأجيج التوترات طويلة الأمد في المنطقة. ويسيطر "الانتقالي" الذي تأسس عام 2017، على العاصمة المؤقتة عدن (جنوب) ومحافظة سقطرى (جنوب شرق)، إضافة إلى مناطق جنوبية أخرى. ومنذ سيطرة المجلس الانتقالي على جزيرة سقطرى اليمنية في 19 يونيو العام الماضي، شرعت الإمارات بإنشاء معسكرات وقواعد استخبارية مع إسرائيل.